فائدة: [شبه علي # بخمسة من الأنبياء]
  مُحِبُّونَ لله تعالى - وإن تفاوتَتْ رُتَبهُمْ في المحبة - ولَمَّا خُصَّ عَلِيٌّ # يَوْمَ خيبر بتلك الصفة من بينهم - وقد عُلِمَ أنه قد شاركهم في محبة الله لهم، وأَنَّهُ رَأْسُ الْمُتَّبِعِينَ لرسول الله ÷ - عُلِمَ أنه أراد أَنَّهُ أَعْلَاهُمْ مَحَبَّةَ للَّهِ: كَأَنَّهُ ÷ قال: لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ أَحَبَّ النَّاسِ إلى الله؛ ولهذا تطاول لها الصحابة، وامْتَدَّتْ إليها الأعناق، وَأَحَبَّ كُلِّ وَتَرَجَى أَنْ يُخَصَّ بها.
  وقد ثبت أَيْضًا أَنَّ عَلِيًّا # أَحَبُّ الخلق إلى رسول الله ÷ كما أخرجه الترمذي(١)، وقال: حسن غريب، من حديث عائشة أنها سُئِلَتْ: أَيُّ الناسِ أَحَبُّ إلى رسول الله ÷؟ قالَتْ: فاطمه، قيل لها فمن الرجال؟ قالت: زَوْجُهَا؛ إنه كان ما عَلِمْتُ صَوَّامًا قَوَّامًا.
  وأخرج المخلص الذهبي(٢) والحافظ أبو القاسم الدمشقي(٣) من حديث عائشة وقد ذُكِرَ عندها علي #، فقالت: ما رَأَيْتُ رَجُلًا أَحَبَّ إِلى رَسُولِ اللَّهِ ÷ منه! وَلَا امْرَأَةَ أَحَبَّ إلى رسول الله ÷ مِن امْرَأَتِهِ(٤).
  وأخرج الخجَنْدِيُّ(٥) عن معاذة الغفارية(٦)، قالت: دخلت على النبي ÷ في بيت عائشة وعلي خارج من عنده، فَسَمِعْتُهُ يقول: «يَا عَائِشَةُ إِنَّ هَذَا أَحَب الرِّجَالِ إِلَيَّ وَأَكْرَمُهُمْ عَلَيَّ فَاعْرِفِي لَهُ حَقَّهُ وَأَكْرِمِي مَثْوَاهُ»(٧).
(١) الترمذي ٥/ ٦٥٨ رقم ٣٨٧٤ في مناقب فاطمة &، والنسائي في الخصائص ٢٩، ومناقب الكوفي ٢/ ١٩٤ رقم ٦٦٦، والمستدرك ٣/ ١٥٧، و ٢/ ٤٧٠ رقم ٩٦٤، والذخائر ٦٢.
(٢) هو أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص الذهبي، محدث، حافظ، كان مسند بغداد في عصره، ت: ٣٩٣ هـ، وله أجزاء من المخلصات، نقل منه الطبري في الرياض ١/ ٣ والذخائر. الأعلام ٦/ ١٩٠.
(٣) المقصود ابن عساكر، وقد نقل الطبري في الذخائر والرياض من كتاب الموافقات له.
(٤) أبو يعلى ٨/ ٢٧٠ رقم ٤٨٥٧، وسنن النسائي الكبرى ٥/ ١٣٩ رقم ٨٤٩٦، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٢٦١ - ٢٦٣ وذخائر العقبي ص ٦٢.
(٥) إبراهيم بن عبد الله بن محمد، له الأربعون المسماة بالماء المعين، نقل عنه الطبري في الذخائر والرياض.
(٦) ترجمها ابن حجر وغيره في ليلى وقال عند ذكرها تقدمت في ليلى، وقد ذكر لها في الاسمين روايتها لهذا الحديث، كانت تخرج مع رسول الله في مغازيه تداوي الجرحى، وتقوم على المرضى، وخرجت مع علي إلى البصرة. أسد الغابة ٧/ ٢٥٢ ٢٥٨، والإصابة ٤/ ٣٨٩ رقم (٣٩٥).
(٧) الذخائر ٦٢، والإصابة ٤/ ٣٨٩.