فائدة: [شبه علي # بخمسة من الأنبياء]
  علي # يصلي؛ فقال النبي: «الحمدُ لِلَّهِ الذي جَعَلَهَا فِيَّ وفي أهل بيتي» {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ} الآية، وكان عَلَى خاتمه الذي تَصَدَّقَ به: «سُبحانَ مَنْ فَخْرِي بِأَنِّي له عبد»(١)، وفي الجامع الكبير للحافظ السيوطي في مسند أمير المؤمنين علي # نزلت هذه الآية على النبي ÷ وهو في بيته: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ} إلى آخر الآية، فخرج رسول الله ÷ فدخل المسجد وجاء والناس يصلون بين راكع وساجد وقائم يصلي وإذا سائل فقال: يا سائل هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: لا، إلا ذلك الراكع - لعلي بن أبي طالب # - أعطاني خاتمه(٢). أخرجه أبو الشيخ وابن مردويه، قال السيوطي سنده ضعيف(٣). قلت: إذا صح ضعف هذه الرواية فلا يلزم ضعف غيرها مما ذكرناه بل هي شواهد لهذا الضعيف.
  وذكر الفقيه العلامة حميد الله تعالى في المحاسن [٢٣٤] بسنده إلى الثعلبي بسنده إلى عَبَايَةَ بن رِبْعِيِّ(٤) قال: بينا عبد الله بن العباس جالس على شفير زمزم يقول: قال الرسول ÷ إذ أقبل رَجَل مُعْتَم بعامة، فجعل ابن عباس لا يقول قال رسول الله إلا وقال ذلك الرجل: قال رسول الله ÷، فقال له ابن عباس: سألتك بالله من أنت؟ فأزال العمامة عن وجهه وقال: يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري سمعت رسول الله ÷ بِهَاتَيْنِ وإِلَّا فَصُمَّتَا، ورَأَيْتُهُ بهاتين وإلا فَعَمِينَا يقول:
(١) مناقب ابن المغازلي ص ٢٦١ رقم ٣٥٦.
(٢) بينما الله ورسوله ÷ يحثان الأمة على موالاة أمير المؤمنين # في نصوص عديدة نجد المسلمين اتجهوا في خطين متعاكسين؛ خط يقول بولاية الإمام علي #؛ استجابة لكلام الله وسنة رسوله، ومنهم حبر الأمة ابن عباس الذي قال: اللهم إني أتقرب إليك بولاية علي بن أبي طالب. فضائل الصحابة لأحمد ٢/ ٨٢٣. وخط آخر انغمس في شهواته وملذاته، وترك أوامر الله ورسوله وراء ظهره؛ استجابة لهواه، واتباعًا لَأَحْبَارِهِ وَرُهْبَانِيهِ ومنهم ابن آكلة الأكباد معاوية بن أبي سفيان والذي أعلنها صراحة: لا نُقِرُّ لِعَليَّ بولاية. شواهد التنزيل ٢/ ٢٩٦.
(٣) الجامع الكبير ١٦/ ٢٦٨ رقم ٧٩١٣.
(٤) الأسدي، روى عن علي، وعنه أهل الكوفة قال الذهبي في لسان الميزان ٣/ ٢٤٧: من غلاة الشيعة، وذكره ابن حبان في الثقات ٥/ ٢٨١.