فائدة: [شبه علي # بخمسة من الأنبياء]
  «على قائد البَرَرَةِ، وقَاتِلُ الكَفَرَةِ، مَنْصُورٌ مَنْ نَصَرَهُ، مَخْذُولٌ مَنْ خَذَلَهُ»، أما إني صليت مع رسول الله ÷ يَوْمًا من الأيام صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد؛ فرفع السائل يده إلى السماء، فقال: اللهم اشهد، إني سألتُ في مسجد رسول الله ÷ فَلَمْ يُعْطِنِي أَحَدٌ شَيْئًا، وكان علي راكعًا فَأَوْمَا بخنصره اليمنى، وكان يتختم فيها فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره، وذلك بعين النبي ÷، فلما فرغ من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال: موسى سألك فقال: {قَالَ رَبِّ ٱشۡرَحۡ لِي صَدۡرِي ٢٥ وَيَسِّرۡ لِيٓ أَمۡرِي ٢٦ وَٱحۡلُلۡ عُقۡدَةٗ مِّن لِّسَانِي ٢٧ يَفۡقَهُواْ قَوۡلِي ٢٨ وَٱجۡعَل لِّي وَزِيرٗا مِّنۡ أَهۡلِي ٢٩ هَٰرُونَ أَخِي ٣٠ ٱشۡدُدۡ بِهِۦٓ أَزۡرِي ٣١ وَأَشۡرِكۡهُ فِيٓ أَمۡرِي ٣٢ كَيۡ نُسَبِّحَكَ كَثِيرٗا ٣٣ وَنَذۡكُرَكَ كَثِيرًا ٣٤ إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرٗا ٣٥}[طه]، وأَنْزَلْتَ قُرْآنًا نَاطِقَا: {قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجۡعَلُ لَكُمَا سُلۡطَٰنٗا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيۡكُمَا بِـَٔايَٰتِنَآۚ}[القصص: ٣٥]، اللَّهُمَّ وأنا محمد نَبِيئكَ وصَفِيَّكَ، اللهمَّ فَاشْرَحْ لي صدري، ويَسِّر لي أمري، واجعل لي وزيرًا مِنْ أهلي، عَلِيًّا، اشْدُدْ به ظهري، فقال أبو ذر: فما اسْتَتَمَّ رسول الله ÷ الكلمة حتى نزل عليه جبريل # مِنْ عِنْدِ اللهِ، فقال: يا مُحَمَّدُ اقرأ! قال: وما أقرأ؟ قال اقرأ: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ ٥٥}، ذكره الفقيه حميد ¦ في شرح قول المنصور بالله #:
  ومَنْ زَكَى خَاتَمَهُ رَاكِعًا ... فَقَالَ فِيْهِ اللهُ هَذَا وَلِي(١)
  وذكر جار الله نزولها في علي # وجعله أحد الوجهين في تفسير الآية [الكشاف ١/ ٦٨٢]. واعلم أنَّ في هذه الآية من التقوية لشأنه #، والرَّفْعِ لِعُلُو مكانه ما لا يحيط به الوصفُ، فإنَّهُ أتى في الآية بصيغة الحصر، وحصر الولاية على ما ذُكِرَ منه تعالى، ومن رسولِهِ، ومِنْ علي # أي: ما أولياؤكم إلا هؤلاء
(١) تفسير الثعلبي ٤/ ٨٠ ومحاسن الأزهار ص ٢٣٤.