فائدة: [شبه علي # بخمسة من الأنبياء]
  الثلاثة لا غيرهم، ثم أثبت الولاية في صدر الآية لذاته الشريفة، وثَنَّى بها لرسول الله ÷، ومقدار هذه الفضيلة لا يحيط بها القلم، فأثبت له كونه وَليَّا للمخاطبين في الآية إثباتًا لا تُخْلِفُهُ الأعوام، وقُرْآنَا يُتْلَى فِي المَحَارِيْبٍ على تَعَاقُب الليالي والأيام، ويَسْتَوْطِنُ صدور المؤمنين، ويُودَعُ طَيَّ المصاحف، ولا يأتي بسط الكلام في هذه الكراريس الموضوعة لنشر شيء يسير من الفضائل؛ فإنه يملاً حوافل الأسفار، وكم من الآيات الشريفة الواردة فيه منه تعالى، ولنشر إلى شَيْءٍ من ذلك: قال المحب الطبري | [٨٨] ذِكْرُ ما نزل من الآية في علي # منها ما روي عن ابن عباس ¥ في قوله تعالى: {ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُم بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ}[البقرة: ٢٧٤] نزلت في علي بن أبي طالب، كان معه أربعة دراهم فأنفق في الليل دِرْهَما، وفي النهار درهمًا، وفي السر درهمًا، وفي العلانية درهمًا، فقال له رسول الله ÷: ما حَمَلَكَ على هذا؟ قال: أَنْ أَسْتَوْجِبَ على الله ما وعدني! فقال: ألا إنَّ لَكَ ذلك، فَنَزَلَتْ(١). ومنها: ما روي عنه ¥ في قوله تعالى: {أَفَمَن كَانَ مُؤۡمِنٗا كَمَن كَانَ فَاسِقٗاۚ لَّا يَسۡتَوُۥنَ ١٨}[السجدة: ١٨] نزلت في علي بن أبي طالب # والوليد بن عقبة بن أبي معيط لأمر بينهما. أخرجه الحافظ السلفي(٢). قلت: وقد أشار الإمام المنصور بالله # إلى هذا في قوله:
  ومَنْ سَمَاهُ اللهُ في ذِكْرِهِ المُؤْمِـ ... ـنَ والزَّارِي عليه الشَّقِي
  قال الفقيه العلامة حميد | في شرحه بعد تفكيك ألفاظ البيت بإسناده إلى ابن عباس ما لفظه: إن الوليد بن عقبة قال لعلي بن أبي طالب: أنا أَبْسَط منك لِسَانًا، وأَحَدُّ منك سِنَانًا، وأَمْلَأُ للكتيبة منك، فقال عَلى: اسْكُتْ يا فَاسِقُ؛ فنزل القرآن:
(١) شواهد التنزيل ١/ ١٠٩ برقم ١٥٥ - ١٦٣، ومناقب ابن المغازلي ٢٤١، وأسباب النزول للواحدي ٧٦، وذخائر العقبى ٨٨، والطبراني في الكبير ١١/ ٩٦ رقم ١١١٦٤، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٣٥٨، وأسد الغابة ٤/ ٩٨.
(٢) ذخائر العقبي ٨٨، وتفسير الطبري ٢١/ ١٢٩، وأسباب النزول ص ٢٩١، وتنبيه الغافلين ١٨٩، وشواهد التنزيل ١/ ٤٤٦ رقم ٦١٠ - ٦٢٣، وينظر الدر المنثور ٥/ ٣٤١، والمناقب لابن المغازلي ٢٦٨ رقم ٣٧٠، ٣٧١، وتفسير الخازن مع البغوي ٥/ ٩٨.