فائدة: [شبه علي # بخمسة من الأنبياء]
  {أَفَمَن كَانَ مُؤۡمِنٗا كَمَن كَانَ فَاسِقٗاۚ لَّا يَسۡتَوُۥنَ ١٨}، فَسَمَّى الله أمير المؤمنين مُؤْمِنًا، وسَمَّى الوليد فَاسِقًا، ونَوَّهَ بتعظيم ما بين الرُتْبَتَيْنِ من التفاوت بنفي الاستواء، ثُمَّ بما أعقبه بعد ذلك من تفصيل حال المؤمن وحال الفاسق بقوله تعالى {أَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ جَنَّٰتُ ٱلۡمَأۡوَىٰ نُزُلَۢا بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ١٩ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فَسَقُواْ فَمَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُۖ}[السجدة: ٢٠] إلى آخر الآية. وقد روي أنه لما سب الوليد لعنه الله عليَّا # عند معاوية بحضور الحسن السبط # قال الحَسَنُ #: وأما أنت يا وَلِيدُ فلا أَلُومُكَ أن تَسُبّ عَلِيَّا، وقد جلدك في الخمر، وقد قتل أباك بيده صَبْرًا بأمر رسول الله ÷، وكيف تسبه وقد سماه الله تعالى في عشر آيات مؤمنا وسماك فاسقًا إلى أن قال، وكأنك قد نسيت قول الشاعر فيك حيث يقول:
  أنزل الله في كتاب عزيز ... في عَلي وفي الوليد قُرَانَا(١)
  قلت: والآيات التي أشار إليها الحسن السبط #(٢) - أولها: الآية التي نحن فيها، والثانية: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ}[المائدة: ٥٥] الآية، والثالثة: {۞أَجَعَلۡتُمۡ سِقَايَةَ ٱلۡحَآجِّ وَعِمَارَةَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ كَمَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ}(٣) [التوبة: ١٩] الآية. وقد ثبت في مناقب العلامة ابن المغازلي [٢٦٧/ ٣٦٩] وغيره أنه قال علي # للعباس ¥: يا عم لو هاجرت إلى المدينة، فقال: أَوَلَسْتُ في أفضل من الهجرة: أسقي حاج بيت الله، وأعمر المسجد الحرام؛ فأنزل الله هذه الآية: {۞أَجَعَلۡتُمۡ سِقَايَةَ ٱلۡحَآجِّ وَعِمَارَةَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ} الآية، وعلى رأس المؤمنين والمهاجرين والمجاهدين(٤).
(١) محاسن الأزهار ص ٢٤٧، والقصة مذكورة في شرح النهج ٢/ ٤٦٣.
(٢) أي التي سماه الله فيها مؤمنًا.
(٣) شواهد التنزيل للحسكاني ١/ ٢٤٤ برقم ٣٢٨ - ٣٣٩، ومناقب ابن المغازلي ٢٦٦ رقم ٣٦٧ - ٣٦٨، وتفسير الطبري مج ٦ / ج ١٠/ ١٢٤، وتفسير القرطبي مج ٤ / ج ٨/ ٥٩، وتفسير الخازن ٣/ ٩٠، وتفسير الرازي مج ٨ / ج ١٦/ ١٢، ومعالم التنزيل للبغوي ٣/ ٩٠، وأسباب النزول للواحدي ١٣٩، والدر المنثور ٣/ ٣٩٤، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٣٥٨ وجامع الأصول لابن الأثير ٩/ ٤٧٧.
(٤) المناقب ٢٦٦، ومصنف ابن أبي شيبة ٦/ ٣٧٣ رقم ٣٢١٢٤، ومناقب الكوفي ١/ ١٩٣، وتفسير الطبري ١٠/ ١٢٤، وشواهد التنزيل ١/ ٢٧٥، وينظر الدر المنثور ٢/ ٥٨٦.