فائدة: [شبه علي # بخمسة من الأنبياء]
  والرابعة: قوله تعالى: {وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِنۡهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمَۢا ٢٩}[الفتح: ٢٩] الآية في آخر سورة الفتح، فإنها في وصف محمد رسول الله ÷ والذين آمنوا معه، وبَيَانِ مَثَلِهِمْ في التوراة والإنجيل، وعلي # رأس المؤمنين الذين مع النبي ÷، وسيأتي ما أتى فيها في شرح بيت لواء الحمد إن شاء الله تعالى، والمقصود هنا بيان الآيات التي أشار إليها الحسن #.
  والآية الخامسة: قوله تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَيَجۡعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وُدّٗا ٩٦}(١) [مريم: ٩٦] وسيأتي سبب نزولها في شرح قوله: وَنِفَاقُ بُغْضُهُ ... البيت. والآية السادسة: قوله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نَٰجَيۡتُمُ ٱلرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيۡ نَجۡوَىٰكُمۡ صَدَقَةٗۚ}[المجادلة: ١٢]، فقد ثبت أنه # قال: آية من كتاب الله ما عَمِلَ بها أَحَدٌ من الناس غيري - آية النجوى - كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم فكلما أردتُ أَنْ أُنَاجِيَ رسولَ اللهِ ÷ تصدقتُ بدرهم؛ ما عَمِلَ بها أَحَدٌ قبلي ولا بعدي(٢).
  وثبت عنه # أنه قال لما نزلت: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نَٰجَيۡتُمُ ٱلرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيۡ نَجۡوَىٰكُمۡ صَدَقَةٗۚ} قال لي رسول الله ÷: كم تري؟ دينارًا؟ قلت: لا يطيقونه، قال: فكم ترى؟ قلتُ: شعيرة، قال: إنك لزهيد، قال: فنزلت: {ءَأَشۡفَقۡتُمۡ أَن تُقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيۡ نَجۡوَىٰكُمۡ صَدَقَٰتٖۚ} الآية، فَبِي خَفَّفَ الله عن هذه الأمة.
(١) الطبراني في الكبير ١٠/ ٢٦٩ رقم ١٢٤٨٧، وفي الأوسط ٥/ ٣٤٨ رقم ٥٥١٦، والكشاف ٣/ ٤٩، وشواهد التنزيل ١/ ٣٥٩ - ٣٦٧ رقم ٤٨٩ - ٥٠٩، وابن المغازلي ٢٦٩ - ٢٧٠ برقم ٣٧٤ - ٣٧٥، والدر المنثور ٤/ ٥١٢، والمناقب للكوفي ١/ ١٩٤ رقم ١١٩، ١٢٠، وذخائر العقبي ٨٩.
(٢) أمالي أبي طالب ص ١١٣ رقم ٧٤، وابن أبي شيبة ٦/ ٣٧٣ رقم ٣٢١٢٦، والترمذي ٥/ ٤٠٦ رقم ٣٣٠٠، وأبو يعلى ١/ ٣٢٢ رقم ٤٠٠، والمستدرك ٢/ ٤٨١، والطبري ٢٨/ ٢٧، وخصائص النسائي ١٣٠ رقم ١٤٨، وابن حبان ١٥/ ٣٩٠ رقم ٦٩٤١، والسنن الكبرى للنسائي ٥/ ١٥٣، ومسند البزار ١/ ٤٠٠ رقم ٦٦٨، والطبراني في الكبير ١/ ١٤٧ رقم ٣٣١، وينظر الدر المنشور ١/ ٢٧٢، وشواهد التنزيل ٢/ ٢٣١ رقم ٩٤٩.