الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

فائدة: [شبه علي # بخمسة من الأنبياء]

صفحة 202 - الجزء 1

  والآية السابعة: قوله تعالى: {۞هَٰذَانِ خَصۡمَانِ ٱخۡتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمۡۖ}⁣[الحج: ١٩]، ثم فصل تعالى حال الخصم الأول بقوله: {فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ قُطِّعَتۡ لَهُمۡ ثِيَابٞ مِّن نَّارٖ} الآيات إلى قوله في تفصيل حال الخصمِ الثاني: {إِنَّ ٱللَّهَ يُدۡخِلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ}⁣[الحج: ١٤]، وقد قدمنا لك في شرح بيت قصة بدر أن الآية نزلت في المُتَبَارِزِينَ: علي # ومَنْ معه من الحمزة وعبيدة بن الحارث، وأنَّ عليًّا # كان يقول: أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَجْثُو للخصومة بين يدي الله تعالى⁣(⁣١).

  الآية الثامنة: قوله تعالى: {وَإِن تَظَٰهَرَا عَلَيۡهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ مَوۡلَىٰهُ وَجِبۡرِيلُ وَصَٰلِحُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ}⁣[التحريم: ٤]، وقد روي من حديث أسماء بنت عميس أن عَليًّا # هو المراد بصالح المؤمنين الآية.

  التاسعة: قوله تعالى في البقرة: {وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ}⁣[البقرة: ٢٥] الآية. فقد أخرج الإمام المرشد بالله #(⁣٢) في أماليه بإسناده إلى ابن عباس ¥ قال: فيما نزل من القرآن فِي خَاصَّةِ رسولِ الله ÷ وَعَليَّ وأَهْلِ بَيْتِهِ دون الناس في سورة البقرة: {وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ} الآية، نزلت في علي والحمزة وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب⁣(⁣٣).

  والآية العاشرة: قوله تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ خَيۡرُ ٱلۡبَرِيَّةِ ٧}⁣[البينة: ٧] فقد أخرج من طريق الحافظ الكبير ابن عقدة بإسناده عن جابر بن عبد الله قال: كنا مع النبي ÷، فأقبل علي بن أبي طالب # فقال: قد أتاكم أخي، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده، فقال: «والَّذِي نَفْسِي بيده إِنَّ هذا وشيعَتَهُ


(١) البخاري ٤/ ١٤٥٨ رقم ٣٧٤٧ (ر)، ومسلم ٤/ ٢٣٢٣ رقم ٣٠٣٣، وشواهد التنزيل ١/ ٣٨٦ برقم ٥٣٢ - ٥٤٢، والمستدرك ٢/ ٣٨٦، وصححه الذهبي، ومناقب ابن المغازلي ٢٣٢ برقم ٣١١، وأسباب النزول للواحدي ١٧٦، والذخائر ٨٩، والطحاوي في مشكل الآثار ٢/ ٢٦٨.

(٢) يحيى بن الحسين بن إسماعيل الجرجاني الشجري، أحد أئمة الزيدية في الجيل والديلم، مجتهد، محدث، متكلم، توفي سنة ٤٧٩ هـ، وله الأمالي الخميسية، والاثنينية، وسيرة الإمام المؤيد بالله. أعلام المؤلفين الزيدية ص ١١٠١.

(٣) أمالي المرشد بالله ١/ ١٠، وشواهد التنزيل ١/ ٧٤.