الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

(ذكر ما خصه الله من فتح بابه إلى مسجده ÷ وسد ما عداه من الأبواب):

صفحة 220 - الجزء 1

  علم الشريعة، وقد بعث مبينا للناس ما نزل إليهم! وبالجملة لولا عَمَى البصائر، والعصبية التي تُكِنُّهَا الضمائر - لما كان مِثْلُ هذا الكلامِ يُكْتَبُ ولا يفتقر إلى الجواب عنه، ولقد أحْسَنَ ابْنُ مكانس⁣(⁣١) بقوله:

  يا ابْنَ عَمَّ النَّبِيِّ إِنَّ أُنَاسًا ... قَدْ تَوَلَّوْكَ بِالسَّعَادَةِ فَازُوا

  أَنْتَ لِلْعِلْمِ في الحقِيقَةِ بَابُ ... يَا إِمَامًا وَمَا سِوَاكَ مَجَازُ⁣(⁣٢)

  قوله:

  ٤٠ - فَهُوَ وَبَحْرُ عَنْهُ فَاضَتْ أَبْحُرُ ... فَاغْتَرِفْ مِنْهُ إِذَا كُنْتَ ذَكِيَّا

  إشارة إلى ما خصه الله به من العلوم والمعارف، وإلى ما أبداه من أحكامه التي اغترف من بحرها كُلُّ غارف، وإلى إقرار أساطين العلوم وجهابذة التقوى من الصحابة بعلومه.

  قال المحب الطبري [٧٨]: (ذكر أنه أكثر الأمةِ عِلْمًا، وَأَعْظَمُهُمْ حِلْمًا):

  عن ابن عباس ¥ - وقد سئل عن علي # - فقال: «رحمة الله على أبي الحسن؛ كان واللهِ عَلَمَ الهُدَى، وكَهْفَ التَّقَى، وَطَوْدَ النُّهَى، ومَحَلَّ الحِجَا، وغيثُ النَّدَى، ومُنتَهَى العِلْمِ لِلْوَرَى، ونُوْرًا أَسْفَرَ في الدُّجَى، ودَاعِيًا إلى الْمَحَجَّةِ العُظْمَى، مُسْتَمْسِكًا بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى، أَتْقَى مَنْ تَقَمَّصَ وارْتَدَى، وَأَكْرَمَ مَنْ شَهِدَ النَّجْوَى بعد محمد المصطفى، وصَاحِبُ القِبْلَتَيْنِ، وأبو السِّبْطَيْنِ، وزَوْجَتُهُ خَيْرُ النِّسَاءِ! فما يفوقه أَحَدٌ، لم تَرَ عَيْنَايَ مِثْلَهُ، ولم يُسْمَعْ بمثله؛ فعلى مَنْ يُبْغِضُهُ لَعْنَةُ اللهِ ولَعْنَةُ العِبَادِ إلى يوم التناد!». وأخرجه أبو الفتح القواس⁣(⁣٣).


= عظيمًا. انتهى نقلا عن كتاب الأربعين حديثا في إثبات إمامة أمير المؤمنين # للماحوزي ص ٤٦٥.

(١) عبدالرحمن بن عبدالرزاق بن إبراهيم أبو الفرج، فخر الدين المعروف بابن مكانس، وزير، شاعر، مصري حنفي، توفي سنة ٧٩٤ هـ، وله ديوان شعر (خ)، وديوان إنشاء، وغيرهما. ينظر: الأعلام ٣/ ٣١٠.

(٢) خزانة الأدب لابن حجة ٢/ ٩٣.

(٣) الذخائر ص ٧٨، والطبراني في الكبير ٩/ ٩٧ رقم ١٠٤٤١، و ١٠/ ٢٣٨ رقم ١٠٦١١. والقواس: هو يوسف بن عمرو بن مسرور محدث، زاهد توفي سنة ٣٥٨ هـ. سير أعلام النبلاء ١٦/ ٤٧٤.