(ذكر أن جمعا من الصحابة لما سئلوا أحالوا في السؤال عليه)
  وعن يحيى بن عقيل قال: كان عمر يقول لعلي إذا سأله وفَرَّجَ عنه: «لا أَبْقَانِي اللهُ بَعْدَكَ يَا عَلِيُّ!». وعن أبي سعيد الخدري ¥ سمع عمر يقول لعليّ وقد سأله عن شيء فأجابه: «أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَعِيشَ في يومٍ لَسْتَ فيه يا أبا الحسن!». وعن موسى بن طلحة أن عمر اجتمع عنده مال فقسمه فَفَضَلَ منه فَضْلَةٌ؛ فاستشار أصحابه في ذلك؟ قالوا: نرى أن تُمْسِكَهُ فَإِنِ احْتَجتَ إلى شيء كان عندك، وعلي في القوم لا يتكلم؛ فقال عمر: ما لك لا تتكلم ياعلي؟ قال: قد أشار عليك القوم، قال: وأنت فَأَشِرْ، قال: فإني أرى أَنْ تَقْسِمهُ؛ ففعل. أخرج جميع ذلك ابن السمان، ونقله المحب الطبري في الذخائر(١).
  قلت: وفي الجامع عن ابن عباس قال: وَرَدَتْ على عمر بن الخطاب وَارِدَةٌ قام منها وقعد، وتغير وتَرَبَّدَ؛ وجمع لها أصحاب النبي ÷ وعَرَضَها عليهم وقال: أَشِيرُوا عَلَيَّ، فقالوا جميعًا: يا أمير المؤمنين أَنْتَ الْمَفْزَعُ، وَأَنْتَ الْمَنْزَعُ! فغضب عمر وقال: {ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا ٧٠ يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ}[الأحزاب: ٧٠ - ٧١]؛ فقالوا: يا أمير المؤمنين ما عندنا مما سألتنا عنه شيء! فقال: أما والله إني لَأَعْرِفُ ابْنَ بَجْدَتِهَا(٢)، وَابْنَ مَفْزَعِهَا، وَابْنَ مَنْزَعِهَا! فقالوا: كأنك تعني ابْنَ أَبي طالب؟ قال عمر: هو هو، وهل طَفَحَتْ حُرَّةٌ بمثله وأنزعته؟ انْهَضُوا بِنَا إليه!
= وأبو حاتم، والنسائي، وغيرهم، إضافة إلى أن في متنها إشكالات كثيرة، وقد استضعف هذه الرواية الإمام الهادي يحيى بن الحسين في الأحكام ١/ ٣٢٥، فقال: فأما بيض النعام إذا كسره المحرم أو أوطأه راحلته فقد ذكر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ما قد ذكر من القلاص اللواتي يضربن، فما نتج منهن أهدى ولده! ولا أدري كيف هذا الخبر أيصح أم لا؟! وقد ذكر عن رسول الله ÷ أنه جعل في ذلك صيام يوم عن كل بيضة، أو إطعام مسكين، وهذا إن شاء الله، فأرجو أن يكون صحيحا عن النبي ÷؛ لأنه أقرب إلى العدل والرحمة والإحسان من الله والتوسعة. قلت: أما المذهب ففي بيض النعام صيام يوم أو إطعام مسكين، وذهب الشافعي، والحنابلة، وأبو حنيفة إلى أن فيه القيمة. وقال داود: لا شيء عليه، ينظر شرح فتح القدير ٣/ ١٥، المغني ٣/ ٥٤٠، وعيون المجالس ٥/ ٨٨٩، والمحلى ٥/ ٢٥٩، وأصول الأحكام ١/ ٣٣٩.
(١) ذخائر العقبى ص ٨٣، وينظر مختصر الموافقة ص ١٣٢ - ١٣٤.
(٢) العالم بالشيء، والدليل الهادي، ومن لا يَبْرَحُ عن قوله. قاموس ص ٢٥٥.