(ذكر أن جمعا من الصحابة لما سئلوا أحالوا في السؤال عليه)
  فقالوا: يا أمير المؤمنين تَسِيرُ إليه؟! يَأْتِيكَ، فقال: هيهات هُنَاكَ شُجْنَةٌ من هاشم، ولُحْمَةٌ من الرسول، وأَثَرَةٌ مِنْ عِلْمٍ يُؤْتَ لها ولا تَأْتِيَ! في بَيْتِهِ يُؤْتي الحَكَمُ فَانْطَلَقُوا نَحْوَهُ فَأَلْفَوهُ في حائط وهو يقرأ: {أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَن يُتۡرَكَ سُدًى ٣٦}[القيامة: ٣٦]، ويُرَدُّدُهَا ويَبْكِي! فقال عمر لشريح: حدث أبا الحسن بالذي حَدَّثْتَنَا به؛ فقال شريح: كنتُ في مجلس الحكم فأتى هذا الرجل فذكر أَنَّ رَجُلًا أودعه امرأتين: حُرَّةً مَهِيّرَةً، وأُمَّ وَلَدٍ، وقال له: أَنْفِقْ عليهما حتى أَقْدُمَ، فلما كان في هذه الليلة وَضَعَتَا جميعًا: إِحْدَاهُمَا ابْنَا وَالْأُخْرَى بِنَتا، وَكِلْتَاهُمَا تَدَّعِي الابْنَ وتَنْتَفِى مِنَ البنتِ من أجل الميراث، فقال له: بم قضيت بينهما؟ فقال له: لو كان عندي ما أقضي بينهما لَمْ آتِكَ بها؟ فأخذ علي # تبنة من الأرض فَرَفَعَهَا، وقال: إِنَّ القَضَاءَ في هذا أيسر من هذه! ثم دعا بِقَدَح وقال لإحدى المرأتين: احْلُبِي؟ فَحَلَبَتْ فَوَزَنَهُ، ثم قال للأخرى: احلبي؟ فحلبت فوزنه؛ فَوَجَدَهُ على النّصْفِ مِنْ لَبَنِ الأولى، فقال لها: خُذِي أَنْتِ ابْنَتَكِ، وقال للأولى: خُذِي أنت ابْنَكِ، ثم قال لشريح أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ لَبَنَ الجَارِيَةِ عَلى النِّصْفِ مِنْ لَبَنِ الغُلام؟ وأَنَّ مِيْرَاثَهَا نِصْفُ مِيْرَاثِهِ؟ وأَنَّ عَقْلَهَا نِصْفُ عَقْلِهِ؟ وَأَنَّ شَهَادَتَهَا نِصْفُ شَهَادَتِهِ؟ وأَنَّ دِيْنَهَا نِصْفُ دِينِهِ؟ وهِي على النصف من كُلّ شَيْء! فَأُعْجِبَ به عُمَرُ إِعْجَابًا شديدًا! ثم قال: يا أبا الحسن لا أبقاني الله لشدة لَسْتَ بها، ولا في بَلَدٍ لَسْتَ فيه! أخرجه أبو طالب علي بن أحمد الكاتب في جزء من حديثه، وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني قال في المغني: وثقه ابن معين وغيره، وقال النسائي: ضعيف(١). وقال ابن نمير: كذاب. وقال ابن حبان: يكذب جهارًا ويسرق الأحاديث. وقال ابن عدي [الكامل ٧/ ٢٣٧ رقم ٢١٣٨]: أرجو
(١) المغني ١/ ٥٢٣. الرواية خرافة؛ فلبن الذكر والأنثى سواء، والذكر والأنثى سواء في العقل والدين، وإلا لما تحملت التكليف كالذكر ما عدا بعض الأمور التي لا تتناسب مع سحر الأنوثة: كخطبة الجمعة، وإمامة الرجال في الصلاة أما الميراث فنصفه عدل؛ لأنها غير مكلفة بالنفقة.