(ذكر أن جمعا من الصحابة لما سئلوا أحالوا في السؤال عليه)
  منها ائتلف، وما تناكر منها اخْتَلَفَ»، قال: واحدةٌ، والرجُلُ يَتَحَدَّثُ الحديث نَسِيَهُ أو ذَكَرَهُ؟ قال علي #: سمعت رسول الله ÷ يقول: «مَا مِن القُلُوبِ قَلْبُ إلا وله سَحَابَةٌ كَسَحَابَةِ الْقَمَرِ»؛ يعنى إِذا عَلَتْهُ سحابةٌ فأظلمَ، أَوِ انْجَلَتْ عنه أضَاءَ! قال عمر: اثنتان، الرجلُ يرى الرؤيا منها ما تَصْدُقُ، ومنها ما تَكْذِبُ؟ قال: نعم، سمعت رسول الله ÷ يقول: «مَا مِنْ عَبْدِ، ولا أُمَةٍ يَنَامُ فَيَسْتَثْقِلْ نَوْمًا إِلَّا يُعَرَّجُ بروحه إلى العرش؛ فالتي لا تستيقظ إلا عند العرش تلك الرؤيا التي تصدق، والتي تستيقظ دون العرش فهي الرؤيا التي تكذب»، فقال عمر: ثلاث كنتُ في طَلَبِهِنَّ! فالحمد الله الذي أَصَبْتُهُنَّ قبل الموتِ(١).
  وأخرج الخطيب في كتاب النجوم عن عطاء قال: قيل لعلي بن أبي طالب: هل كان للنجوم أصل؟ قال نعم كان نبي من الأنبياء يقال له: يوشع بن نون، فقال له قومه: إنا لا نؤمن بك حتى تُعَلِّمَنَا بَدْءَ الْخَلْقِ وآجَالِهِ؛ فأوحى الله إلى سَمَائِهِ فَأَمْطَرَتْهُمْ، واستنقع على الجبل ماءً صافيًا، ثُمَّ أوحى الله إلى الشمس والقمر والنجوم أن تَجْرِيَ في ذلك الماء، ثم أوحى الله إلى يوشع بن نون أن يرتقي هو وقومه على الجبل، فارْتَقَوا الْجَبَلَ فقاموا على الماء حتى عرفوا بَدء الخلق وآجاله بمجاري الشمس والقمر والنجوم، وساعات الليل والنهار؛ فكان أَحَدُهُمْ يَعْلَمُ متى يموتُ ومتى يَمْرَضُ، ومَن الذي يولد له ولد، ومَنْ ذا الذي لا يولد له، فَبَقُوا كذلك برهة في دهرهم، ثم إن داود # قاتلهم على الكفر، فَأَخْرَجُوا إلى داود في القتال من لم يحضر أجله، ومَنْ حضر أجَلُهُ خَلَّفُوهُ في بيوتهم؛ فكان يُقْتَلُ مِنْ أصحاب داود ولا يُقتل من هؤلاء أحد؛ فقال داود: رَبِّ أُقاتِل على طاعتك، ويُقَاتِلُ هؤلاء على معصيتك، فَيُقْتَلُ من أصحابي ولا يُقْتَلُ من هؤلاء أحدا فأوحى الله إليه: إني كنتُ عَلَّمْتُهُمْ بَدْءَ الخَلْقِ وَآجَالَهُ، وإنما أَخْرَجُوا إِليكَ مَنْ لَمْ يَحْضُرْ
(١) الأوسط للطبراني ٥/ ٢٤٧ رقم ٥٢٢٠، والجامع للسيوطي ١٦/ ٢٧٠ رقم ٧٩٢٣، وقال: أخرجه في الحلية، والديلمي.