[فضائل الزهراء &]
  والآخرة!(١). هذا لفظ أبي عمر، ولَفْظُ أبي القاسم أَوْفَى منه قال: عن عمران قال: خرجتُ يوما فإذا رسولُ الله ÷ قائم، فقال: يا عِمْرَانُ فاطمه مريضةٌ؛ فهل لك أَنْ تَعُودَهَا؟ قال: قلتُ: فداك أبي وأمي، وأَيُّ شَرَفٍ أَشْرَفُ مِنْ هذا؟ قال: فانْطَلَقَ رسولُ اللهِ ÷ وانْطَلَقْتُ معه حتى أتى الباب، فقال: السلام عليكِ ادْخُل؟ قالت: وعليكم السلام ادْخُل، فقال ÷: «أنا ومن معي»؟ قالت: والذي بعثك بالحق نَبِيَّا مَا عَلَيَّ إلا هذه العباءة، قال: ومع رسول الله ÷ مَلَاءَةٌ خَلِقَةٌ فرمى بها إليها فقال: شُدّي بها رَأْسَكِ، فَفَعَلَتْ، ثم قالت: ادخل، فدخل ودخلت معه فقعد عند رأسها، وقعدت قريبًا منه، فقال: أي بنية كيف تجدينك؟ قالت: والله يا رسول الله إني لوجيعة، وإني ليزيدني وجعا أن ليس عندي ما آكل، قال: فبكى رسول الله ÷ وبكيت معها، فقال: لها أي بنية اصبري مرتين أو ثلاثًا، ثم قال: أي بنية أَمَا تَرْضَيْنَ أن تكوني سيدة نساء العالمين؟ قالت: يا لَيْتَها يا أبت، وأين مريم بنت عمران؟ قال: أي بنية تلك سيدة نساء عالمها، وأنت سيدة نساء عالمك، والذي بعثني بالحق لقد زوجتك سَيّدًا في الدنيا والآخرة، لا يُبْغِضُه إِلا مُنَافِقُ(٢).
  وأما ما ورد من أنه حضر وِلَادَتَهَا أَرْبَعُ: حواء، ومريم، وآسيةُ، وَكَلْتَمُ، وأنها وَقَعَتْ على الأرض ساجدةً، رافعةً إِصْبَعَها عند الولادة - فأخرج الملاء في سيرته عن النبي ÷: أتاني جبريل بتفاحة من الجنة فأكلتها وواقعتُ خديجة فَحَمَلَتْ فاطمة! فقالت: إني حملتُ حَمَّلًا خفيفًا، فَإِذَا خَرَجْتُ حدثني الذي في بطني، فلما أرادتْ أَنْ تَضَعَ بعثت إلى نساء قريش لِيَأْتِينَها فَيَلِينَ منها ما يلي النِّسَاءُ مِمَّنْ تَلِدُ، فَلَمْ يَفْعَلْنَ وقُلْنَ لا نَأْتِيكِ فَقَدْ صِرْتِ زوجةً مُحَمَّد! فبينما هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة عليهن من الجمال والنور ما لا يوصف! فقالت
(١) الاستيعاب ٤/ ٤٤٩، وتاريخ ابن عساكر ٤٢/ ١٣٤، والجامع الكبير ١٦/ ٣١٢ رقم ٨١٠٣، والبخاري في مناقب فاطمة ٤/ ١٨٣ وإني غير مصدق أن أعظم رجال الأرض لا يقدرون على إشباع زوجاتهم!؟.
(٢) تاريخ دمشق ٤٢/ ١٣٤، وذخائر العقبي.