الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

مقدمة المؤلف

صفحة 29 - الجزء 1

  والمِجْمَرُ تُحْفَةُ الصَّائِم»⁣(⁣١)، ومنه حديث ابن عمر: «تُحْفَةُ المُؤْمِنِ الْمَوْتُ»⁣(⁣٢)، ومنه حديث سَمُرَةَ «تُحْفَةُ الملائكة تجمير المساجد»⁣(⁣٣). والهدية: ما أُتحف بها كما في القاموس [١٧٣٤]. ومنه حديث عائشة: «كَانَ ÷ يَقْبلُ الهَدِيَّةَ ويُثيبُ عليها» أخرجه البخاري وأحمد⁣(⁣٤)، ومنه حديث ابن عمر: «هدية الله إلى المؤمن السائل على بابه» أخرجه ابن الخطيب⁣(⁣٥). ورقي: صعد، ومنه قوله تعالى: {وَلَن نُّؤۡمِنَ لِرُقِيِّكَ}⁣[الإسراء: ٩٣]. والمجد: بلوغ النهاية في الكرم والشرف، قاله في الضياء. ومنه في صفاته تعالى الماجد والمجيد [شمس العلوم ٩/ ٦٢٣٠]. والشَّأوُ السَّبْقُ. ومعنى البيت واضح، وفيه براعة المطلع، قال الصفي⁣(⁣٦) في «شرح البديعية»⁣(⁣٧): هي عبارة عن سهولة اللفظ، وصحة السبك، ووضوح المعنى، ورقة التشبيب وتجنب الحشو، وتناسب القِسْمين⁣(⁣٨)، وَأَلًا


(١) أخرجه الترمذي ٣/ ١٦٤ برقم ٨٠١، وكذا في شعب الإيمان ٣/ ٤٢١ برقم ٣٩٥٩، والنهاية ١/ ١٨٢.

(٢) الشعب للبيهقي ٧/ ١٧١ برقم ٩٨٨٤، و ١٠٢٠٨ وص ٢٥٣، والحاكم ٤/ ٣٥٥ برقم ٧٩٠٠.

(٣) كنز العمال ٧/ ٦٥٩ رقم ٢٠٧٨١، وعزاه إلى أبي الشيخ.

(٤) البخاري ٢/ ٩١٣ رقم ٢٤٤٥، والمسند ٩/ ٣٧٨ رقم ٢٤٦٤٥، وأبو داود ٣/ ٨٠٦ رقم ٣٥٣٦، والترمذي ٤/ ٢٨٩ رقم ١٩٥٣، والمعجم الأوسط ٨/ ٨٢ رقم ٨٠٣١، وسنن البيهقي الكبرى ٦/ ١٨٠.

(٥) تاريخ بغداد ٢/ ٣٦٣.

(٦) هو صفي الدين عبد العزيز بن سرايا بن علي الحلي؛ أديب، شاعر، ولد بالحلة سنة ٦٧٧ هـ، مهر في فنون الشعر وتعلم المعاني والبيان، وتعاطي التجارة، من آثاره ديوان شعر كبير، والكافية البديعة وشرحها، وكان شيعيا، وله قصيدة جيدة ردَّ فيها على ابن المعتز مطلعها:

أَلا قُلْ لِشَرٌ عَبِيدِ الإِلَه ... وَطَاغِي قُرَيْشِ وكذَابِهَا

أَأَنْتَ تُفَاخِرُ آلَ النَّبِي ... وَتَجْحَدُهَا فَضْلَ أَنْسَابِهَا

توفي سنة ٧٥٢ هـ وفي رواية ٧٥٠ هـ. ينظر معجم المؤلفين ٢/ ١٦٠، والبدر الطالع ١/ ٣٥٨.

(٧) البديعية، وبديعة الحلي: هي أول بديعية مكتملة في تاريخ البديعيات، وهي قصيدة أراد أن يلتجئ إلى الله متوسلًا بشفاعة رسوله الكريم ÷، فنظم مِدْحَةً نبوية طرزها بفنون البديع، ثم شرحها، ومطلعها:

إِنْ جِئْتَ سَلْعًا فَسَلْ عَنْ حِيرَةِ العَلَمِ ... وَاقْرِ السَّلَامَ عَلَى عُرْبٍ بِذِي سَلَمِ

ينظر: ديوانه ٦٨٥.

(٨) ويرى ابن المعتز أن امرأ القيس لم يوفق في مطلع قصيدته:

قِفَا نَبكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ وَمَنْزِلِ ... بِسِقْطِ اللَّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ =