دخلتْ في مَنْخَرَيْ عبيد الله، فَمَكَثَتْ هُنَيْهَةً ثُمَّ خرجت، فذهبت حتى تغيبت، ثم قالوا: قد جَاءَتْ! قد جَاءَتْ! ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثا! قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح⁣^(⁣١).

  وأخرج الطبراني عن إمام لبني سليمان، عن أشياخ له قال: غزونا الروم فنزلوا في كنيسة من كنائسهم فقرؤوا في حجر مكتوب:

  أَتَرْجُو أُمَّةٌ قَتَلَتْ⁣^(⁣٢) حُسَيْنَا ... شَفَاعَةَ جَدِّهِ يَوْمَ الْحِسَابِ؟!⁣^(⁣٣)

  فسألناهم منذ كم بُنيت هذه الكنيسة؟ فقالوا: قبل أن يُبْعَثَ نَبِيِّكُمْ بثلاثمائة سنة⁣^(⁣٤). وأخرج الطبراني من طريق عمرو بن ثابت بن هرمز⁣^(⁣٥)، عن ميمونة، قالت: سمعتُ الجنَّ تَنُوحُ على الحسين، وذَكَرَتْ نَوْحَهُمْ منه:

  أَلَا يَا عَينُ فَاحْتَفِلِي بِجَهْدِ ... وَمَنْ يَبْكِي عَلَى الشُّهَدَاءِ بَعْدِي

  عَلَى رَهْطٍ تَقُودُهُمُ الْمَنَايَا ... إلى مُتَجبر في زِي عَبْدِي⁣^(⁣٦)

  وأخرج الطبراني عن أبي جناب الكلبي⁣^(⁣٧)، قال: حدثني الحصاصُونَ، قالوا: كنا إذا خرجنا إلى الجبال في الليل عند مقتل الحسين سمعنا الجن ينوحون عليه ويقولون:

  مسح النبي جبينه ... فَلَهُ بَرِيقُ فِي الْخُدُودِ

(١) الترمذي ٥/ ٦١٨ رقم ٣٧٨٠، والطبراني في الكبير ٣/ ١١٢ رقم ٢٨٣٢.

(٢) في الطبراني: أيرجو معشر قتلوا حسينًا.

(٣) في حاشية (ب): وقد أجاب على البيت الحسن بن القاسم الأكوع بقوله:

فلا والله لم ي شْفَعْ لِفَرد ... رسول الله منهم في المئاب

وإِنَّ مُحمَدًا لَيَصِيرُ خَضما ... لَهُمْ يَوْمَ التَّلاقِ بِلَا ارْتِيَابِ

(٤) الطبراني في الكبير ٣/ ١٢٤ رقم ٢٨٧٤، وتاريخ دمشق ١٤/ ٢٤٣، ٢٤٤، والبداية والنهاية ٨/ ٢١٨.

(٥) محدث شيعي، توفي في أيام هارون تهذيب ٢١/ ٥٥٣، وطبقات ابن سعد ٦/ ٣٨٣.

(٦) ونحوه عن أم سلمة الطبراني في الكبير ٣/ ١٢٢ رقم ٢٨٦٩، وتاريخ دمشق ١٤/ ٢٤١، قال في مجمع الزوائد ٩/ ١٩٩ رجاله رجال الصحيح.

(٧) يحيى بن أبي حبة الكلبي: ذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة، توفي سنة ١٥٠ هـ، روى له أبو داود والترمذي وابن ماجة. تهذيب الكمال ٣١/ ٢٩٠.