الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

ذكر أنه يقاتل على تأويل القرآن كما قاتل رسول الله ÷ على تنزيله

صفحة 351 - الجزء 1

  هَذِهِ فَيَبْلُ مِنْهَا هَذِهِ، وَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ». وأخرج أبو حاتم من حديث صهيب، قال: قال رسول الله ÷ لعلي #: «مَنْ أَشْقَى الْأَوَّلِينَ يَا عَلِيُّ؟» قال: الذي عَقَرَ ناقةَ صالح، قال: «صَدَقْتَ، فَمَنْ أَشْقَى الآخِرِيْنَ؟» قال: الله ورسولُهُ أَعْلَمُ، قال: «أَشْقَى الآخِرِيْنَ الَّذِي يَضْرِبُكَ عَلَى هَذَا»، وأَشَارَ إِلَى يَافُوخِهِ، وكان علي # يقول لأهله: وَدِدْتُ لَوِ انْبَعَثَ أَشْقَى الْآخِرِينَ!

  وأخرج ابن مردويه عن علي # قال رسولُ اللهِ ÷: «يَا عَلِيُّ مَنْ أَشْقَى الأَوَّلِينَ؟» قلت: عَاقِرُ النَّاقَةِ، قال: «صَدَقْتَ فَمَنْ أَشْقَى الْآخِرِيْنَ؟» قلتُ: لَا أَدْرِي، قال: «الَّذِي يَضْرِبُكَ عَلَى هَذِهِ: كَمَا عَاقِرُ النَّاقَةِ أَشْقَى بَنِي فُلَانِ مِنْ ثَمُودَ»، ونَسَبَهُ رَسولُ اللهِ ÷ إلى فَخْذِهِ الأدنى دُونَ ثمود.

  وقد أخبر علي # أَنَّهُ يُقْتَلُ، كما أخرج الضحاك عن فَضَالَةَ بن أبي فَضَالَةَ، قال: خرجت مع أبي إلى يَتْبَعَ عَائِدًا لِعَلِي # وكان مريضا، فقال له أبي: ما أَسْكَنَكَ بهذا المنزل! لو هَلَكَتْ لم يَكُنْ إِلَّا الأَعْرَابُ (أعراب جهينة)؟! احتمل إلى المدينة، فَإِنْ أَصَابَكَ بها قَدَرُ وَلِيَكَ أصحابك وصَلُّوا عليك - وهذا [أبو] فَضَالَة⁣(⁣١) من أهل بدر - فقال له علي #: إنّي لَسْتُ بِمَيِّتٍ مِنْ وَجَعِي هَذَا؛ إِنَّ رَسُولَ الله ÷ عَهِدَ إِلى أَنِّي لَا أَمُوتُ حَتَّى تُخْضَبَ هَذِهِ - يعني لِحْيَتَهُ، مِنْ هَذِهِ - يعني هامته، فَقُتِلَ أبو فَضَالة | معه # بصفين⁣(⁣٢).

  وأخرج أحمد، عن زيد بن وهب قال: قَدِمَ على عليّ قوم من أهل البَصْرَةِ من الخوارج، فيهم رَجُلٌ يُقَالُ له الجعد بن نعجة، فقال له: اتَّقِ اللهَ يَا عَلِيُّ! فَإِنَّكَ مَيِّتُ! قال: بَلْ مَقْتُولُ: ضَرْبَةٌ عَلَى هَذِهِ تُخْضِبُ هَذِهِ - يعني لحيته من رأسه -


= والبيهقي في الدلائل ٣/ ١١، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٥٤٦، و ٥٤٧، و ٥٥١، ومعرفة الصحابة للأصبهاني ٢/ ٩٦ رقم ٦٧٥، والاستيعاب ٣/ ٢١٩ رقم ٢٢٠، والدر المنثور ٦/ ٦٠٢ عن ابن مرجويه، وأبو نعيم في دلائل النبوة ٢/ ٥٥٢، وقد سقط في الدر المنثور ذِكْرُ الإمام عليه # سهوا ونُسِبَتِ الرواية لعمار، وهي بخلاف جميع الروايات السابقة حتى المذكورة في الدر المنثور لأبي نعيم.

(١) قتل مع علي بصفين سنة ٣٧ هـ وروى عنه ابنه الاستيعاب ٤/ ٢٩٢، وأسد الغابة ٦/ ٢٤٠.

(٢) الجامع الكبير ١٦/ ٢٨١ رقم ٧٩٦٥، ومعرفة الصحابة ١/ ١٩٥ رقم ٣٢٨، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٥٤٨.