[ذكر اختصاصه # بحمل لواء الحمد، والوقوف تحت العرش بين إبراهيم والنبي ÷، وأنه يكسى إذا كسي النبي ÷]:
  ٦٥ - قُلْ مِنَ الْمَدْحِ بِمَا شِئْتَ فَلَمْ ... تَأْتِ فِيمَا قُلْتَهُ شَيْئًا فَرِيَّا
  ٦٦ - كُلُّ مَنْ رَامَ يُدَانِي شَأْوَهُ ... فِي العُلَا فَاعْدُدُه رَوْمًا أَشْعَبِيا
  هذا كَالْفَذْلَكَةِ(١) لِمَا تَقَدَّمَ من فضائله #؛ كأنه قال: إذا عَرَفْتَ أنه أحرز كل كمال، وبَذَّ(٢) في كُلِّ فَضِيلَةٍ كَمَلَةَ الرجالِ؛ فَقُلْ بما شِئْتَ فِي مَدْحِهِ: كَأَنْ تَمْدَحَهُ بالعبادة فإنه بلغ رتبتها العلية، وبالشجاعة فإنه أنسى من سبقه من أبطال البرية، وبالزهادة فإنه إمَامُهَا الذي به يُقْتَدَى، وبالجود فإنه الذي إليه فيه الْمُنْتَهَى، وبالجملة فلا فضيلة إلا وهو حَامِل لوائها، ومُقَدَّمُ أُمَرَائِهَا؛ فقل في صفاته بما انطلق به اللسان، فلن يَعِيْبَكَ في ذلك إنسان؛ وفي هذا إشارة إلى عدم انحصار فضائله كما قد أشرنا إليه سابقا وكيف تنحصر لنا وقد قال إمام المحدثين أحمد بن حنبل: إنه ما ثبت لأحدٍ من الفضائل الصحيحة مثل ما ثبت للوصي #(٣).
  وقد علم أن كتب السنة قد شَرَّقَتْ وغَرَّبَتْ، وبَلَغَتْ مَبْلَغَ الرياح؛ فلا يمكن حصرها، وَلْنُشِر هنا إلى ما لم نورده سابقًا: فَمِنْ ذلك أنه من رسول الله ÷ بمنزلة الرأسِ مِنَ البَدَنِ؛ كما أخرجه الخطيب من حديث البراء، والديلمي في مسند الفردوس من حديث ابن عباس ® عنه ÷ قال: «عَلِيُّ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ رَأْسِي مِنْ بَدَنِ»(٤).
  ومن ذلك أنه بابُ حِطَّةٍ: كما أخرجه الدارقطني في الأفراد، عن ابن عباس عنه ÷: «عَلى بَابُ حِطَّةٍ مَنْ دَخَلَ مِنْهُ كَانَ مُؤْمِنًا، وَمَنْ خَرَجَ مِنْهُ كَانَ كَافِرًا»(٥).
  ومن ذلك أَنَّهُ مِنَ النبي ÷، والنبي ÷ مِنْهُ: كما أخرجه أحمد، والترمذي،
(١) الفذلكة: مجمل ما فُصِّلَ وخُلاصَتُه (محدثة). المعجم الوسيط ٢/ ٦٧٨.
(٢) بَذَّ: يقال: بذا القوم يبذهم أي سبقهم وغلبهم.
(٣) المستدرك ٣/ ١٠٧، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٤١٨، وشواهد التنزيل ١/ ١٩، وكفاية الطالب ص ٢٥٣ والكامل لابن الأثير ٣/ ٢٠٠، والاستيعاب ٣/ ٢١٣، وفرائد السمطين ١/ ٣٧٩ رقم ٣٠٩، والإصابة ٢/ ٥٠١، وتهذيب التهذيب ٧/ ٢٨٨.
(٤) مسند الفردوس ٣/ ٦٢ رقم ٤١٧٤، وتاريخ بغداد ٧/ ١٢، وذخائر العقبي ٦٣، وقد سبق تخريجه.
(٥) الصواعق المحرقة ص ١٥١، والجامع الصغير ٢/ ١٧٧ رقم ٥٥٩٢.