الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

[ذكر اختصاصه # بحمل لواء الحمد، والوقوف تحت العرش بين إبراهيم والنبي ÷، وأنه يكسى إذا كسي النبي ÷]:

صفحة 372 - الجزء 1

  ابن السمان في كتاب الموافقة من حديث قيس بن حازم قال: التقى أبو بكر وعلي بن أبي طالب #، فَتَبَسَّمَ أبو بكر في وجه علي # فقال: مالك تَبَسَّمْتَ؟ قال: سمعتُ رسول الله ÷ يقول: «لَا يَجُوزُ أَحَدٌ الصِّرَاطَ إلا مَنْ كَتَبَ لَهُ عَلى الجواز»⁣(⁣١).

  ومن ذلك أنه أَدْخَلَهُ النبيُّ ÷ في ثوبه يوم توفي، واحتضنه إلى أن قبض: كما أخرج أحمد عن عائشة قالت: قال رسول الله ÷ لما حضرته الوفاة: «ادْعُوا لي حبيبي»؛ فدعوا له أبا بكر ¥، فنظر إليه ثم وَضَعَ رأسه، ثم قال: «ادْعُوا لي حبيبي»؛ فدعوا له عمر، فلما نظر إليه وضع رأسه، ثم قال: «ادْعُوا لي حبيبي»؛ فدعوا عَليًّا #، فَلَمَّا رَأَىهُ أَدْخَلَهُ معه في الثوب الذي كان عليه، فَلَمْ يَزَلْ يَحْتَضِتُهُ حَتى قُبِضَ ÷ يوم مات⁣(⁣٢).

  وأخرج أحمد من حديث أم سلمة ^ قالت: والذي أحلف به إنه كان علي لَأَقْرَبَ الناسِ عَهْدًا برسول الله ÷، قالت: عُدْنَا رسول الله ÷ غداة بعد غداة يقول: جَاءَ عَلِيُّ؟ مِرَارًا! وأظنه كان بعثه لحاجة، فجاء بَعْدُ؛ فظننت أن له حاجة؛ فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب، فكنتُ مِنْ أدناهم إلى الباب، فَأَكَبَّ عليه عَلِي فَجَعَلَ يُسَارُّهُ ويُنَاجِيهِ، ثم قُبِضَ ÷ يومه ذلك؛ فكان أقرب الناس به عَهْدًا⁣(⁣٣).

  ومن ذلك اختصاصه # بالمرور في المسجد جنبا، واللُّبَثُ فيه: كما أخرجه الترمذي - وقال: حديث حسن - من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله ÷: «يا عَلِيُّ لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ يَجْنُبُ في هذا المسجد غَيْرِي وغَيْرُكَ»، قال علي بن المنذر قلتُ لضرار بن صُرَدٍ: ما معنى هذا الحديث؟ قال: لا يَحِلُّ لِأَحَدٍ يَسْتَطْرِقُهُ جُنُبا غَيْرِي وغَيْرُكَ!⁣(⁣٤) قلتُ: الظاهرُ أَعَمُّ من ذلك وأنه يَشْمَلُ اللُّبَثَ فِيهِ جنبًا.


(١) مناقب ابن المغازلي ص ١٤٠ رقم ١٥٦ وتاريخ بغداد ١٠/ ٣٥٧، ومختصر الموافقة ص ١٥.

(٢) تاريخ دمشق ٤٢/ ٣٩٣، وطبقات ابن سعد ٢/ ٢٦٢ - ٢٦٣.

(٣) المستدرك ٣/ ١٣٨، وفضائل الصحابة ٢/ ٨٥٣ رقم ١١٧١، وخصائص النسائي ١٣٣ رقم ١٥١، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٣٩٤.

(٤) سنن الترمذي ٥/ ٥٩٧ رقم ٣٧٢٧.