الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

[ذكر اختصاصه # بحمل لواء الحمد، والوقوف تحت العرش بين إبراهيم والنبي ÷، وأنه يكسى إذا كسي النبي ÷]:

صفحة 373 - الجزء 1

  ومن ذلك اختصاصه بفتح باب إلى المسجد الشريف، وسد ما عداه من الأبواب كما أخرجه أحمد بن حنبل، عن زيد بن أرقم قال: كان لنفر من أصحاب رسول الله ÷ أبواب شَارِعَةٌ في المسجد قال: فقال يومًا: «سُدُّوا هذه الأبوابَ إلا بابَ عَليّ»؛ قال: فتكلم في ذلك ناس قال: فقام رسول الله ÷ فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «أَمَّا بَعْدُ فإني لَمَّا أَمَرْتُ بِسَدّ هذه الأبواب غَيْرَ بَابٍ عَليَّ، فقال فيه قَائِلُكُمْ، وإني واللهِ مَا سَدَدْتُ شَيْئًا وَلَا فَتَحْتُهُ، وَلَكِنْ أُمِرْتُ بِشَيْءٍ فَاتَّبَعْتُهُ»⁣(⁣١).

  وأخرج أحمد عن ابن عمر قال: «لَقَدْ أُوتِيَ ابْنُ أبي طالب ثَلَاثَ خِصَالٍ، لَأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ منهن أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ: زَوَّجَهُ رسول الله ÷ ابْنَتَهُ ووَلَدَتْ لَهُ، وسَدَّ الأبوابَ إِلَّا بَابَهُ في المسجد، وأَعْطَاهُ الرَّايَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ»⁣(⁣٢). قال المحب الطبري | ولعله سقط (قال عمر): فإن هذا الحديث مروي عنه، وكذلك رواه بريدة «أن عمر قال ... الحديث».

  ومن ذلك اختصاصه # بِنَجْوَى النبي ÷ يوم الطائف: كما أخرجه الترمذي، وقال: حديث حسن، عن جابر قال: دَعَا النبيُّ ÷ عَليَّا يومَ الطائفِ فَانْتَجَاهُ؛ فقال الناسُ: لقد طال نجواه مع ابن عمه! فقال ÷: «مَا انْتَجَيْتُهُ وَلَكِنَّ اللَّهَ انْتَجَاهُ»⁣(⁣٣).

  ومن ذلك اختصاصه # بخطاب جبريل #: كما أخرجه أحمد في المناقب من حديث علي # قال: دَخَلْتُ على رسول الله ÷ وهو مريض، فإذا رأسه في حَجْرٍ رَجُلٍ أَحْسَنَ ما رأيتُ مِنَ الْخَلْقِ النَّبِيُّ ÷ نائم، فلما دخلت عليه قال: ادْنُ إلى ابْنِ عَمِّكَ فأَنتَ أَحقُّ به مني؛ فَدَنَوْتُ منه فقام الرجل وجلست مكانه، فقال النَّبِيُّ ÷: هل تَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ؟ فقلتُ: لا، فقال: هذا جبريل #، كان


(١) فضائل الصحابة ٢/ ٧١٨ رقم ٩٨٥، ومسند أحمد ٧/ ٧٩ رقم ١٩٣٠٧، والمستدرك ٣/ ١٢٥، وينابيع النصيحة ص ٣٦٢، وفتح الباري ٧/ ١٤، ١٥، وأمالي المرشد بالله ١/ ٤٢، وتاريخ بغداد ٧/ ٢٠٥، وسنن النسائي الكبرى ٥/ ١١٨.

(٢) فضائل الصحابة ٢/ ٧٠٠ رقم ٩٥٥، والمستدرك ٣/ ١١٦. وقد سبق.

(٣) سنن الترمذي ٥/ ٥٩٧ رقم ٣٧٢٦.