[ذكر اختصاصه # بحمل لواء الحمد، والوقوف تحت العرش بين إبراهيم والنبي ÷، وأنه يكسى إذا كسي النبي ÷]:
  ومن ذلك اختصاصه بفتح باب إلى المسجد الشريف، وسد ما عداه من الأبواب كما أخرجه أحمد بن حنبل، عن زيد بن أرقم قال: كان لنفر من أصحاب رسول الله ÷ أبواب شَارِعَةٌ في المسجد قال: فقال يومًا: «سُدُّوا هذه الأبوابَ إلا بابَ عَليّ»؛ قال: فتكلم في ذلك ناس قال: فقام رسول الله ÷ فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «أَمَّا بَعْدُ فإني لَمَّا أَمَرْتُ بِسَدّ هذه الأبواب غَيْرَ بَابٍ عَليَّ، فقال فيه قَائِلُكُمْ، وإني واللهِ مَا سَدَدْتُ شَيْئًا وَلَا فَتَحْتُهُ، وَلَكِنْ أُمِرْتُ بِشَيْءٍ فَاتَّبَعْتُهُ»(١).
  وأخرج أحمد عن ابن عمر قال: «لَقَدْ أُوتِيَ ابْنُ أبي طالب ثَلَاثَ خِصَالٍ، لَأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ منهن أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ: زَوَّجَهُ رسول الله ÷ ابْنَتَهُ ووَلَدَتْ لَهُ، وسَدَّ الأبوابَ إِلَّا بَابَهُ في المسجد، وأَعْطَاهُ الرَّايَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ»(٢). قال المحب الطبري | ولعله سقط (قال عمر): فإن هذا الحديث مروي عنه، وكذلك رواه بريدة «أن عمر قال ... الحديث».
  ومن ذلك اختصاصه # بِنَجْوَى النبي ÷ يوم الطائف: كما أخرجه الترمذي، وقال: حديث حسن، عن جابر قال: دَعَا النبيُّ ÷ عَليَّا يومَ الطائفِ فَانْتَجَاهُ؛ فقال الناسُ: لقد طال نجواه مع ابن عمه! فقال ÷: «مَا انْتَجَيْتُهُ وَلَكِنَّ اللَّهَ انْتَجَاهُ»(٣).
  ومن ذلك اختصاصه # بخطاب جبريل #: كما أخرجه أحمد في المناقب من حديث علي # قال: دَخَلْتُ على رسول الله ÷ وهو مريض، فإذا رأسه في حَجْرٍ رَجُلٍ أَحْسَنَ ما رأيتُ مِنَ الْخَلْقِ النَّبِيُّ ÷ نائم، فلما دخلت عليه قال: ادْنُ إلى ابْنِ عَمِّكَ فأَنتَ أَحقُّ به مني؛ فَدَنَوْتُ منه فقام الرجل وجلست مكانه، فقال النَّبِيُّ ÷: هل تَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ؟ فقلتُ: لا، فقال: هذا جبريل #، كان
(١) فضائل الصحابة ٢/ ٧١٨ رقم ٩٨٥، ومسند أحمد ٧/ ٧٩ رقم ١٩٣٠٧، والمستدرك ٣/ ١٢٥، وينابيع النصيحة ص ٣٦٢، وفتح الباري ٧/ ١٤، ١٥، وأمالي المرشد بالله ١/ ٤٢، وتاريخ بغداد ٧/ ٢٠٥، وسنن النسائي الكبرى ٥/ ١١٨.
(٢) فضائل الصحابة ٢/ ٧٠٠ رقم ٩٥٥، والمستدرك ٣/ ١١٦. وقد سبق.
(٣) سنن الترمذي ٥/ ٥٩٧ رقم ٣٧٢٦.