الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

[ذكر اختصاصه # بحمل لواء الحمد، والوقوف تحت العرش بين إبراهيم والنبي ÷، وأنه يكسى إذا كسي النبي ÷]:

صفحة 375 - الجزء 1

  منْ لَمْ يَكُنْ يَأْتِي الصَّرَاطَ لَدَى ... بِجَوَازِهِ مِنْ حَيْدَرٍ لَنْ يَعْبُرا⁣(⁣١)

  ومن ذلك اختصاصه # بأنه قَسِيْمُ النارِ والجنة: كما أخرجه ابن المغازلي أيضًا [١٠٧ رقم ٩٧] من حديث علي # قال: قال لي رسول الله ÷: «إِنَّكَ قَسِيْمُ النَّارِ والجَنَّةِ، وإِنَّكَ تَقْرَعُ بَابَ الجنةِ وتَدْخُلُهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ»؛ قلتُ: وإليه أشار الإمام المنصور بالله # في قوله:

  ومَنْ قَسِيمُ النَّارِ بَيِّنْ لَنَا ... يَقُولُ هَذَا لِي وَهَذَا لِذِي

  وذكر الفقيه العلامة حميد | في شرحه بإسناده إلى محمد بن منصور الطوسي⁣(⁣٢)، قال: كنا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل: يا أبا عبدالله ما تقول في هذا الحديث الذي يُرْوَى أَنَّ عَلِيًّا # قال: «أَنَا قَسِيْمُ النَّارِ»؟ قال: وما تُنْكِرُ مِنْ ذَاكَ؟ أَلَيْسَ رُوِيْنَا أَنَّ النبيَّ ÷ قال لِعَلِيُّ: «لَا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقُ»؟ قُلْنَا: بلى، قال: فَأَيْنَ الْمُؤْمِنُ؟ قلنا: في الجنة! قال: فَأَيْنَ الْمُنَافِقُ؟ قلنا: في النار! قال: فَعَلِيُّ قَسِيَّمُ النَّارِ⁣(⁣٣)! وفي ذلك يقول الصاحب بن عباد:

  عَلِيٌّ حُبَّهُ جُنَّهْ ... قَسِيمُ النَّارِ وَالجَنَّهْ

  وَصِيُّ المُصْطَفَى حَقًّا ... إِمَامُ الإِنسِ وَالجِنَّهْ⁣(⁣٤)


= بصنعاء سنة ١٠٤٨ هـ - ١٦٣٩ م، ت: ١٠٧٩ هـ - ١٦٦٨ م، قبره مشهور مزور بجامع العلمي بصنعاء. وله قلائد الجواهر، من شعر الحسن بن علي بن جابر، وقد طبع بتحقيق الأديب أحمد بن محمد الشامي |. ينظر مقدمة ديوان الهبل، وأعلام المؤلفين الزيدية ٣٣٠.

(١) ديوان الهبل ص ١٣١ من قصيدة طويلة مطلعها:

قد آنَ أَنْ تَلْوِي العِنَانَ وتُقْصِرَا ... أَوَ مَا كَفَاكَ الشَّيْبُ وَيْحَكَ مُنْذِرَا

(٢) أبو جعفر العابد، نزيل بغداد، وثقه النسائي، وغيره، توفي سنة ٢٥٦ هـ، روى له النسائي، وأبو داود. تهذيب الكمال ٢٦/ ٤٩٩.

(٣) محاسن الأزهار ٢٠١، وابن المغازلي ص ١٠٧ رقم ٩٧، والبداية والنهاية ٧/ ٣٩٢، وقد سبق تخريجه.

(٤) وللصاحب بن عباد في ديوانه ص ٣٥:

عليُّ عليُّ في المَواقِف كُلّها ... وَلكِنَّكُم قد خانم فيه مَوْلِد

علي أخو خير النبيينَ فَاخْرَسُوا ... أو استب صِرُوا فَالرُشْدُ أَدنى وَأَقْصدُ

علي له في الطَّيْر مَا طَارَ ذِكْرُهُ ... وَقامت به أعداؤُهُ وَهي تشهَدُ =