(ذكر شفقة النبي ÷ على علي #، ورعايته له، ودعائه له)
  المصلين عليه، الفائزين بالأجر: كما دخل في زمرتهم سيدي الوالد حفظه الله لَمَّا ختم ما ذيل به التحفة بقوله حفظه الله وحماه آمين:
  ٧٣ - صَلَواتُ اللهِ تَتْرَى لهُمَا ... وَعَلَى الآلِ صَبَاحًا وَعَشِيًّا
  فقوله: (تَترى): أي تَتَابَعُ من قوله تعالى: {ثُمَّ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا تَتۡرَاۖ}[المؤمنون: ٤٤]، وقوله: (وعلى الآلِ) مِنْ عَطْفِ العَامُ على الخاص؛ لِأَنَّ الوَصِيَّ # مِنَ الآل، بل هو رَأْسُ الآلِ، وقوله: (صَبَاحًا وعَشِيَّا) ظَرْفَانِ لتتابع الصلاة، ولَيْسَ الْمُرَادُ بهما الوقتين بخصوصهما بل الزَّمَانُ مُطْلَقًا، نظيره ما في قوله تعالى {غُدُوّٗا وَعَشِيّٗاۚ}[غافر: ٤٦]، كما تقدم. ولا يُقَالُ: إِنَّهُ أَفْرَدَ الصلاة عن السلام؛ والآية آمِرَةٌ بها: {صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا ٥٦}[الأحزاب: ٥٦]؛ لأنا نقول: إنه قد أشار بِجَمْعِ الصلاة إلى أن مُرَادَهُ الصلاة والسلامُ تَغْلِيبًا؛ وَلِهَذَا جَمَعَ الصَّلاةَ وإلا فَهِيَ جِنْسُ لا يُجْمَعُ إلا لنكتة كهذه النكتة.
  اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ أَفْضَلَ صَلَاتِكَ، وسَلَامِكَ، وبَرَكَاتِكَ، وَتَرَجُكَ، وَتَحَنُّنِكَ على عَبْدِكَ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ، وعلى آلِهِ ما ذَكَرَهُ الذَّاكِرُونَ، وَغَفَلَ عَن ذِكْرِهِ الْغَافِلُونَ، ما تَعَاقَبَ مَسَاءُ وصَبَاحُ، وما هَبَّتْ في بَحْرِكَ وبَرُكَ الرِّيَاحُ، واعْفُ، وتَقَبَّلْ وسَامِحْ فيما رَقَمَهُ اليَرَاعُ وكَتَبَ واحْشُرْنَا مَعَ الْمُحِبّيْنَ لِمَنْ تُحِبُّهُ؛ فَإِنَّ الْمَرْءَ يُحْشَرُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ، وتَقَبَّلْ مِنَّا مَا رَقَمَهُ اليَرَاعُ مِنْ هَذِهِ الفَضَائِلِ الْمَنْشُورَةِ، والْمَزَايَا الَّتِي هِيَ عَلَى صَفَحَاتِ الدَّهْرِ مَسْطُورَةٌ، وَاجْعَلِ اللَّهُمَّ ذَلِكَ مِمَّا تُطَرِّزُ بِهِ صَحَائِفَ حَسَنَاتِنَا، ومِمَّا يُمْحَى بِهِ مَا كَتَبَهُ كَاتِبُ الشِّمَالِ مِنْ عَظِيْمِ سَيِّئَاتِنَا.
= الكبير، وشبَّ عليها الصغير؛ فاستمروا في الحذف لها جهلا، واستمروا عليه خطا وقولا، مع إملائهم لحديث التعليم في كل كتاب من كتب السنة كريم، وأرجو أن هذا العذر الذي ذكرنا هو الحق. وقد بسط السيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير اليمني الكلام على هذا في حواشي شرح العمدة. وقال في جمع الشتيت [ص ٢٥]: سئلت قديمًا عن ذلك فأجبت بجواب حاصله ما سبق. ... وقال الدهلوي: ولعل وجه عدم ذكر الآل هو قصد الاختصار، وإلا فزيادتها في الكتابة أولى وأحسن، كما يرى في بعض النسخ.