سورة الذاريات
  وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ١٨ وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ١٩}
  {آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ} قابلين لكل ما أعطاهم راضين به، يعنى أنه ليس فيما آتاهم إلا ما هو متلقى بالقبول مرضى غير مسخوط، لأن جميعه حسن طيب. ومنه قوله تعالى {وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ} أى يقبلها ويرضاها {مُحْسِنِينَ} قد أحسنوا أعمالهم، وتفسير إحسانهم ما بعده {ما} مزيدة. والمعنى: كانوا يهجعون في طائفة قليلة من الليل إن جعلت قليلا ظرفا، ولك أن تجعله صفة للمصدر، أى: كانوا يهجعون هجوعا قليلا. ويجوز أن تكون {ما} مصدرية أو موصولة، على: كانوا قليلا من الليل هجوعهم، أو ما يهجعون فيه. وارتفاعه بقليلا على الفاعلية. وفيه مبالغات لفظ الهجوع، وهو الفرار من النوم. قال:
  قد حصت البيضة رأسى فما ... أطعم نوما غير تهجاع
  وقوله {قَلِيلاً} و {مِنَ اللَّيْلِ} لأن الليل وقت السبات والراحة، وزيادة {ما} المؤكدة لذلك: