الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة الواقعة

صفحة 457 - الجزء 4

  ولتفاؤلهم بالسانح وتطيرهم من البارح، ولذلك اشتقوا لليمين الاسم من اليمن، وسموا الشمائل الشؤمى. وقيل: أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة: أصحاب اليمن والشؤم، لأنّ السعداء هيامين على أنفسهم بطاعتهم، والأشقياء مشائيم عليها بمعصيتهم. وقيل: يؤخذ بأهل الجنة ذات اليمين وبأهل النار ذات الشمال.

  {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ١٠ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ١١ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ١٢ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ١٣ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ ١٤ عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ ١٥ مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ ١٦ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ ١٧ بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ١٨ لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ ١٩ وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ ٢٠ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ٢١ وَحُورٌ عِينٌ ٢٢ كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ٢٣ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ٢٤ لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً ٢٥ إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً ٢٦}

  {وَالسَّابِقُونَ} المخلصون الذين سبقوا إلى ما دعاهم الله إليه وشقوا الغبار في طلب مرضاة الله ø وقيل: الناس ثلاثة فرجل ابتكر الخير في حداثة سنه، ثم داوم عليه حتى خرج من الدنيا، فهذا السابق المقرّب، ورجل ابتكر عمره بالذنب وطول الغفلة، ثم تراجع بتوبة، فهذا صاحب اليمين، ورجل ابتكر الشر في حداثة سنه، ثم يزل عليه حتى خرج من الدنيا، فهذا صاحب الشمال ما أصحاب الميمنة. ما أصحاب المشأمة؟ تعجيب من حال الفريقين في السعادة والشقاوة.