المسألة الرابعة والعشرون عن الأجسام هل تسمع وترى أم لا تسمع وترى إلا الأعراض؟
  سأل أيده الله في حد النوم؟
  والنوم: استرخاء المفاصل لزوال العقل، وسهو يعتري الإنسان.
  سأل أيده الله: عن حد الجوع؟
  وحدّه: توفر الداعي إلى تناول المأكول.
  سأل أيده الله: عن حد الشبع؟
  وحدّه: زوال الداعي إلى تناول المأكول، لأن المريض تزول دواعيه ولا يوصف بشبع لما كان زوالها بأمر غير تناول المأكول، والنوم والجوع والشبع من الله سبحانه موقوفة على أسباب اعتيادية من فعل العباد، وقد منّ سبحانه بالنوم علينا في آي كثيرة مبينا ومجملا، وكذلك الشبع، وقال في قصة قريش: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ ٣ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}[قريش: ٣ - ٤].
  سأل أيده الله: عن عذاب المناقشة، ومشقة المطالبة للمؤمن طالب الحال لأحسن الحلال، كيف والله عز من قائل يقول: {لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ}[الحجر: ٤٨] و {لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ}[الأنبياء: ١٠٣] و {وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}[البقرة: ٢٧٧]؟
  الجواب عن ذلك: أن الآثار قد وردت بالوجل في موقف الحساب والمحاسبة والانتقال في المواقف، والسؤال عن النعيم وعن شكره إلى غير ذلك مما لا ينكره عارف، والحجة عليه قولهم: لا يحزنهم الفزع الأكبر، لأن الفزع مواقعة النار، فلو أن هناك أصغر لم يأمنوا منه لما كان لتخصيصه معنى، ولا يمسهم فيها نصب الهاء عائدة إلى الجنة وهذا قبلها في عرصات الحساب، ولا خوف