مجموع رسائل الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (القسم الثاني)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

المسألة الرابعة والعشرون عن الأجسام هل تسمع وترى أم لا تسمع وترى إلا الأعراض؟

صفحة 187 - الجزء 1

  عليهم كما يخاف الفساق والكفار، ولا يحزنون كما يحزنون، أو يكون المراد به في الجنة، فهناك تنقطع أسباب الشر، وتتصل أسباب الخير.

  قال أيده الله في تأثير العلة في المعلول: هل يجوز تقدم العلة؛ فكيف ألزمتم الفلاسفة استحالة تراخي المعلول على علته وإن كان لا يتقدم على المعلول، ووجودها على حد واحد، فلم صار أحدهما علة والثاني معلولا أولى من العكس؟

  الجواب عن ذلك: أنه لا يجوز تراخي المعلول عن علته ووجودهما في وقت واحد، إلا أنا نعقل أن أحدهما المؤثر في الآخر بالدليل فنجعله علة للآخر، كما نعلم في المشاهدة تقدم حركة الأصبع على حركة الخاتم بالذات دون الزمان وأنها العلة في حركة الخاتم؛ لكون المؤثر دون الحصول في وقت واحد، والفلاسفة لا تجد سبيلا إلى المخالفة في ذلك، ونحن نبطل عليهم أن يكون حدوث العالم لعلة لأنا نراه يتراخى في الوجود؛ فلو كان لعلة وجب حصوله دفعة واحدة.

  سأل أيده الله: عن قوله ÷: «إن رزق الله لا يجره حرص حريص، ولا يرده كراهة كاره»⁣(⁣١).

  قال أيده الله: والرزق مشروط في غيره أليس المشروط يقف على فعل فاعل الشرط فإن فعله كان جزاء، وإن تركه كان ردا.

  الجواب عن ذلك: أن الأمر كما ذكر أيده الله في الرزق، ولكن الشرط ليس بموجب للرزق وإنما هو شرط اعتيادي، ثم الحكيم بالخيار إن شاء فعل


(١) حديث: «إن رزق الله لا يجره حرص حريص ...» الخ. له شاهد حديث عن جابر في ابن حبان برقم (٣٢٣٩) لفظه: «لا تستبطئوا الرزق فإنه لن يموت العبد حتى يبلغه آخر رزق هو له فأجملوا في الطلب: حد الحلال وترك الحرام».