مجموع رسائل الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (القسم الثاني)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

المسألة الرابعة والعشرون عن الأجسام هل تسمع وترى أم لا تسمع وترى إلا الأعراض؟

صفحة 192 - الجزء 1

  [الجواب:] ومراده أن المستحق من الدنيا ستر العورة وما سوى ذلك فضلا من نعم الله يجب الشكر عليها.

  وسأل أيده الله عن الخبر عن النبي ÷: في مجيء الحسن والحسين @ وهما يعثران، ونزوله من المنبر وما شعر بشيء من ذلك، وقال: «إنما الولد فتنة لقد نزلت وما شعرت»⁣(⁣١).

  قال أيده الله: كيف يكون سهوا وهو أفعال كثيرة؟

  الجواب عن ذلك: أنه لا يمتنع أن يكون ذلك من قبل الله سبحانه، وإرادة الحكيم تعظيما لحالهما، تنبيها لمن أساء إليهما بعده بسوء حاله؛ لأن نبي الله ÷ إذا بلغ من الأشغال بأمرهما هذا المبلغ في مثل تلك الحال العظيم وهو صعود المنبر، فما حال من آذاهما وعاداهما، وإذا أراد الله سبحانه أمرا أخرج الأمر عن بابه المعتاد، كما أن عادة النوم يوم أو ليلة، فلما تعلق به الصلاح أنام أهل الكهف ثلاثمائة سنة وزيادة؛ فلا يمتنع أن يجعل في ذلك زوال علوم الذكر إليها.

  الجواب عن ذلك: أن هذا الافتتان، افتتان التعظيم لحالهما عند الله سبحانه لا افتتان الهوى؛ لأنه ÷ منزه عن فتنة الاغترار.

  قال أيده الله: يجوز إثبات أبوتهما من رسول الله ÷، والله عز من قائل يقول: {ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ}⁣[الأحزاب: ٤٠]؟


(١) أورده في مجمع الزوائد ٨/ ١٥٥ عن عبد الله بن عمرو وعزاه إلى الطبراني وهو في الطبراني في الكبير عن عبد الله بن عمر ج ٣ / ص ٤٢. وفي الباب أحاديث كثيرة انظرها في ترجمة الإمام الحسين وترجمة الإمام الحسن من تاريخ ابن عساكر.