[الرضا والسخط]
[الرضا والسخط]
  وسادسها: سأل أيده الله عن معنى رضى الله وسخطه والإرادة منه لا تتقدم فعله، وقد ثبت أنه قد رضي وغضب؟
  الجواب عن ذلك: أن معنى رضاه للشيء إرادته، ومعنى غضبه منه كراهته له؛ والرضا والغضب لا يتعلقان بشيء من أفعاله سبحانه، فيلزم ما سأل عنه أيده الله، وإنما يتعلقان بأفعالنا، وإرادته لأفعالنا متقدمة لها، وكذلك كراهته لأفعالنا؛ لأن إرادته للواجب من أفعالنا ألطاف التكليف، وكذلك كراهته لقبيح أفعالنا حد الألطاف الصوارف لأن من حق اللطف أن يتقدم على ما هو لطف فيه، فهذا ما يحتمله هذا المكان ومن الله نستمد التوفيق.
[الفرق بين الفعل والغرض]
  وسابعها: سأل عن فعل الفاعل على سبيل الجملة إن كان لا يعلل في مجرد وقوعه. قال أيده الله: ما الفرق بينه وبين الغرض وداعي الحكمة؟
  الجواب عن ذلك: أن فعل الفاعل يحصل عن اختياره، إما لداعي حكمة وهو علمه أو ظنه واعتقاده حسن الفعل وأن لغيره فيه نفعا أو دفع ضرر، وداعي الحاجة علمه أو ظنه واعتقاده في أن له في هذا الفعل نفعا أو دفع ضرر، وهو لا يحصل لعلة سوى الاختيار؛ فلهذا أنّا لو رأينا رجلا خرج من داره، ولها بابان يخرج من أحدهما فأجهدنا نفوسنا في طلب العلة في خروجه من أحدهما دون الآخر لوّمنا العقلاء، إذ ذلك موقوف على اختياره، وكذلك إذا قضى الدين من أحد الكيسين وما شاكل ذلك.