مجموع رسائل الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (القسم الثاني)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[مزية رسول الله ÷ في مضاعفة الثواب]

صفحة 203 - الجزء 1

[ثواب الصبر]

  وثامنها: سأل أيده الله عن قولنا في الامتحان لا يمتنع أن يعلم الله تعالى أن ثواب الصبر على البلوى أعظم من ثواب سائر العبادة؟

  قال أيده الله: ونحن نعلم أنا لنستمع أن محمدا ÷ أفضل من أيوب، وبلوى أيوب ومحنته أعظم، وعظم الله صبره وقال: {إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ}⁣[الزمر: ١٠]، وقال نبيه ÷: «ليس من نبي إلا ويحاسب يوم القيامة بذنب غيري» وقال في الممتحنين: «يساقون إلى الجنة بغير حساب».

  قال أيده الله: فكيف الجواب عن ذلك جميعه؟

  الجواب عن ذلك: أن الأمر مستقيم؛ لأنه أخذ من نص الكتاب: {إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ}⁣[الزمر: ١٠]، والآثار النبوية كثيرة جدا في تعظيم عظم البلوى وتكاثر ثواب الصبر ولا وجه لإنكاره.

[مزية رسول الله ÷ في مضاعفة الثواب]

  وأما ما ذكر أيده الله من عظم بلوى أيوب # وأن لنبينا ÷ وعلى جميع الأنبياء مزية وهو: أن كل نبي يحاسب بذنب غيره.

  فالجواب عن ذلك: أن نبينا ÷ أضاف الحكيم له إلى محنة التعبد بأنواع العبادة، التعبد بالجهاد هو سنام الدين ورأس الإيمان، ووقفة الرجل في الصف في سبيل الله تعدل عبادة ستين سنة في بعض الآثار يصوم نهاره فلا يفطر، ويقوم ليله فلا يفتر، ومع ذلك فإن الأجر لا يقدر بكثرة العمل لأنه غيوب لا يعلمه إلا الله، وقد قال رسول الله ÷ في حديث طويل: «إنما مثلكم ومثل الذين كانوا من قبلكم - يريد اليهود والنصارى - كمثل رجل قال لآخر: