المسألة الحادية عشر [في القرآن]
  الأمور كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع، وشاهد مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار»(١) فهل أمر رسول الله ÷ أن نجعل إمامنا موجودا أو معدوما، ومدحه الأئمة $، وإن شئت أيها المطرفي فإن الخطاب لكافة المسترشدين، رويت خطبة ما تقدمها في الهجرة خطبة واحدة وهي قول رسول الله ÷ فيما رويناه عنه بالإسناد الموثوق به أنه قال بعد الخطبة الأولى: «الحمد لله أحمده وأستعينه، نعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إن أحسن الحديث كتاب الله، قد أفلح من دينه في قلبه وأدخله في الإسلام، وبعد الكفر وأخباره على ما سواه من أحاديث الناس، أنه أبلغ الحديث وأحسنه، أحبوا ما أحب الله، أحبوا الله بكل قلوبكم، ولا تملوا كلام الله وذكره، ولا تقسى عنه قلوبكم، فإنه من كل ما يخلق الله يختار ويصطفي، وقد سماه خيرته من الأعمال، ومصطفاه من العباد، والصالح من الحديث، ومن كل ما أولى الناس، الحلال والحرام، واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، واتقوه حق تقاته، واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم، وتحابوا بروح الله بينكم، إن الله يغضب أن ينكث عهده، والسلام عليكم»(٢) تمت خطبته ~ وآله، وأمثال ذلك من كلامه ÷ لا يحصى كثيره فهل حضهم على موجود أو معدوم أيها المدقق،
(١) أخرجه الشريف زيد بن عبد الله بن مسعود الهاشمي في الأربعين السيلقية، (مخطوطة) وانظر شرح الأربعين السيلقية للمؤلف (الإمام عبد الله بن حمزة).
(٢) أشار إلى طرف الحديث بلفظ مقارب في موسوعة أطراف الحديث النبوي ٤/ ٥٧٢، وعزاه إلى الخطيب البغدادي ١٤/ ٤٤١، وهو في تأريخ بغداد بلفظ مقارب، وأشار إلى طرف منه وعزاه في الموسوعة إلى دلائل النبوة ١/ ٧٧، وإلى القرطبي ١٨/ ٩٨.