مجموع رسائل الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (القسم الثاني)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

المسألة الثانية والأربعون [في قراءة القرآن]

صفحة 243 - الجزء 1

المسألة الحادية والأربعون

  عن قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها}⁣[البقرة: ٢٦]، والمعنى في ذلك: إن الكفار ومن ينكر الحكيم ينفي عنه سبحانه خلق المنفرات كالثنوية ومن يقول بقولهم، فيبين سبحانه أن ذلك خلقه، وأنه لا يستحي من التمثيل بالبعوضة؛ لأن فيها من أنواع الخلقة والتوصيل والتفصيل لا يقدر عليه إلا القادر لذاته ومن تجب عبادته.

المسألة الثانية والأربعون [في قراءة القرآن]

  هل رأي مولانا # في قراءة القرآن كرأي السيد المؤيد بالله⁣(⁣١) قدس الله روحه في جواز القراءة والكتابة على غير طهارة أم لا؟

  الجواب عن ذلك: أنا كنا فيما تقدم نرى المنع عن ذلك، ثم صرنا الآن نرى جوازه ولا نمنع منه، ونحمل قوله تعالى: {لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}⁣[الواقعة: ٧٩]، من دنس الشرك والحيض والجنابة وعبادة غير الله تعالى فاعلم ذلك موفقا.


(١) هو: الإمام المؤيد بالله أبو الحسين أحمد بن الحسين بن هارون بن الحسين الهاروني، الحسيني، مولده، بآمل (طبرستان)، وبها نشأ وترعرع وتأدب في صباه، وبرع في العلوم وعرفه الناس عالما في النحو واللغة جامعا للحديث ناقدا دراية ورواية، وبرز في فكر آل البيت وشيعتهم، إضافة إلى معرفة وإلمام بما عند غيرهم، وتقدم في علم الكلام وأصول الفقه والأدب والشعر، وكان قمة في التقوى والورع والزهد والتواضع والحلم والعدل والشجاعة، نهض داعيا إلى الله خارجا على الظلمة سنة ٣٨٠ هـ، وفشلت حركته فخلصه (الصاحب بن عباد) من انتقام بني بويه ثم عاد مرة أخرى فقام بالإمامة وبايعه أهل الجيل والديلم فاستتب له الأمر فترات، وخرج من يده فترات، وخاض حروبا، وتغلب على (هوسم) ثم عاد إلى (الري) ومكث (بآمل) في كر، وفر، وجهاد طويل حتى توفاه الله يوم عرفة سنة ٤١١ هـ، ومناقبه كثيرة، وقد خلف الكثير من المؤلفات التي تدل على قدم راسخة في العلم، ومن مؤلفاته (شرح التجريد) في الفقه (خ)، (كتاب النبوة) (مطبوع)، كتاب (الإفادة) (خ) في الفقه، كتاب (الزيادات) (خ)، (الأمالي الصغرى) طبعت، و (سياسة المريدين) في الزهد طبع. انظر عن مؤلفاته ومصادر ترجمته: أعلام المؤلفين الزيدية وفهرست مؤلفاتهم ترجمة رقم ٧٢.