مجموع رسائل الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (القسم الثاني)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

باب القول في العدل

صفحة 556 - الجزء 1

  سليمة والموانع مرتفعة وهو تعالى موجود، فلما لم ير مع ذلك علمنا أنه لا يرى بالأبصار في الدنيا والآخرة.

  فإن قيل: ما الدليل على أنه تعالى واحد لا ثاني له في القدم والإلهية؟

  قلت: لأنه لو كان معه إله ثاني أدى إلى التمانع بينهما ولأوجد أحدهما ما يكره الآخر وذلك يدل على عجزهما، وقد ثبت كون الباري تعالى قادرا.

باب القول في العدل

  إن قيل: ما الدليل على أن الله تعالى عدل حكيم؟

  قلت: لأنه لا يحمل على الجور والعبث إلا الحاجة والجهل، وقد ثبت أنه تعالى عالم غني فثبت أنه عدل حكيم؛ لأن من علم قبح القبيح وكان غنيا عنه لم يفعله أصلا شاهدا وغائبا.

  فإن قيل: أفعال العباد منهم أو من الله تعالى؟

  قلت: بل منهم؛ لأن الله تعالى أمرهم ببعضها ونهاهم عن بعضها وهو لا يأمرهم ولا ينهاهم عن فعله لأنه تعالى عدل حكيم.

  فإن قيل: ما الدليل على أنه لا يقضي إلا بالحق؟

  قلت: لأن المعاصي باطل، والقضاء بالباطل قبيح، والله تعالى لا يفعل القبيح، وقد قال تعالى: {وَاللهُ يَقْضِي بِالْحَقِ}⁣[غافر: ٢٠].

  فإن قيل: ما الدليل على أن الله تعالى لا يعذب أحدا إلا بذنبه ولا يثيبه إلا بعمله؟