مجموع رسائل الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (القسم الثاني)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[مسائل أخرى متفرقة]

صفحة 61 - الجزء 1

  الحجة على قومه، فأضاف الله تعالى الحجة إليه لأنه الذي أكمل له العقل الذي أوصله إليها.

  وقوله تعالى: {وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ}⁣[الزخرف: ٢٣].

  الجواب عن ذلك: الكلمة الباقية هي الإمامة، وهي باقية في عقبه إلى الآن وإلى يوم الدين، فالحمد لله رب العالمين.

  وقوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُم ...} إلى آخرها [المائدة: ١٠٦] فيمن نزلت؟

  الجواب: أنها نزلت في حال الضرورة، وأنه يجوز للمسلم إشهاد اليهود والنصارى إذا اضطر إلى ذلك لعدم المسلمين، وفي هذا قصة لا يتسع الجواب لها.

  وفي قوله تعالى: {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ}⁣[النور: ٥٥] تدل على اختصاصها لأهل البيت $ أم لا؟

  الجواب: أنها عامة في المسلمين باستخلافه لهم أن جعلهم خلفا بعد القوم الكافرين في الأرض، فأورثهم إياها، وكذلك كانت الحال، وإن حمل على أهل البيت $ فقد بطلت الإمامة لغيرهم بالأدلة، فلو بطلت الإمامة فيهم خرج الحق عن أيدي الأمة، فلا بد أن تكون الإمامة لهم على تلك الحال.

  وفي الأخبار عن النبي ÷ في المهدي # أنه يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما، هل يبلغ أقصاها وإلى خلف الروم أم لا يبلغ؟