مجموع رسائل الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (القسم الثاني)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

مسألة [في قوله تعالى: قال اللهم مالك الملك ...]

صفحة 76 - الجزء 1

  قلنا: أصبت، وإن فسره بالظلم والقبيح من أخذ الأموال بغير حقها ووضعها في غير مستحقها، وبسفك الدماء، وركوب الدهماء.

  قلنا: الله سبحانه يتعالى عن ذلك إذ هو حكيم وأفعاله كلها حسنة، ليس فيها ظلم ولا عيب ولا سفه ولا شيء من القبيح؛ ولأن هذه الأمور يجب على الكل إنكارها وتخطئتها، ولو كانت فعلا لله سبحانه لوجب قبولها والرضى بها.

  وأما قوله: إنهم يقولون إن الملك النبوة، فعندهم أنه النبوة إذا قاربتها الإماء الجوار، فالنبوة المطلقة تسمى ملكا؛ لأنها تؤدي إلى الملك العظيم، والفوز العميم، والنفع الجسيم، وهو الخلود في جنات النعيم، والنبي يسمى باسم ما يؤدي إليه، كما تسمى الشدة موتا، والعنب المعتصر خمرا، وهذا لكثرة الشغل، وضيق الوقت، وعجلة الرسول، ومن الله سبحانه نستمد الهداية إلى سبيل الرشاد.

  والسلام على كافة المسلمين ورحمة الله وبركاته

  وصلى الله على رسوله سيدنا ونبينا محمد وآل سيدنا محمد

  وسلم تسليما دائما أبدا

  * * *