الأجوبة الشافية عن المسائل المتنافية
الأجوبة الشافية عن المسائل المتنافية
  
  الحمد لله مستحق الحمد وربه، الذي جعل الحمد آلة للشكر، والشكر سببا للمزيد، وجعل نفع ذلك عائدا على عبده، إذ العبادة لا تزيد ملكه، والمعصية لا تثلم سلطانه، الغني الحميد، المبدئ المعيد، الفعّال لما يريد، حمدا كثيرا، بكرة وأصيلا، كما هو أهله ومستحقه، أعطى من الرزق فوق الحاجة، وكلّف من العبادة دون الطاقة، وعرّف سبيل النجاة بأوضح برهان، وحدّ منهاج الضلال بأبين بيان، لم يشغله شأن عن شأن، ولا ينأى به مكان عن مكان، وصلى الله على محمد المحمود، المنتخب من طينة الكرم والجود، شريف الآباء والجدود، المصطفى للرسالة، المؤيد بالدلالة، المعصوم من الضلالة، المنزّه عن الجهالة، وعلى أهل بيته الأبرار، المنتخبين الأخيار، الذين جعلهم بين الحق والباطل فرقانا، وأنزل في وجوب مودتهم قرآنا، فقال لا شريك له على لسان نبيه عليه وعلى آله أفضل الصلاة: {قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى}[الشورى: ٢٣] قيل: يا رسول الله، من قرابتك الذين أمرنا الله بمودتهم؟ فقال: «فاطمة وولدها» فهم الذرية الطيبة، والأمة الوسط، والعروة الوثقى، والحبل المتين، والشجرة المباركة أصلها ثابت وفرعها في السماء، بهم رسخت أوتاد الدين، واتضحت أنوار الحق اليقين، وحرس علم النبيين، لأنهم ورثة الكتاب، وتراجمة الحكمة، وبيوتهم مهابط الوحي، ومساقط الرحمة، بهم تفاوتت المنازل، وتفاضلت الدرجات، فمن طلب الحكمة فيهم وفّق للصواب،