المسألة الأولى [في العلم]
  القدرية، واعتراضا على العصابة الزيدية، وجاءت إلينا في حال أشغال عارضة بتدبير الرعية، ومنابذة الجنود من ظلمة البرية، ولم يكن فيها ما يكسر ركن الدلالة، فنبادر إلى حلها، ولا يهزم جند المقالة فنشمر لفلها، فلما وردت المطالعات الشريفة من الشريف الأمين من الشيخ المكين ظهير الدين مفضل بن منصور بن أبي رواح مستدعية لم نر إلا التلبية على تراكم الأشغال، فأوردنا المسائل مستوفين، وأجبنا مختصرين، ونرجو أن يكون فيما نذكر كفاية لمن رضع خلف الهداية، ومن الله سبحانه نستمد المعونة والتوفيق، ونستوهب الهداية للتحقيق، والصلاة على محمد وآله.
المسألة الأولى [في العلم]
  قال السائل تولى الله إرشاده: إن العلم عندهم على وجهين: علم ضروري، وعلم استدلالي؛ فالضروري ما حصل من غير اكتساب ولا استدلال، قال: والكلام عليهم هو أنه لو كان كما قالوا لما جاز تعريفه بالحقائق والحدود، وتعليمه التلامذة بالتصوير والاستدلال، قال: وقد علمنا أن العبد يولد، وكذلك في سنين التربية لا يعرف شيئا من الضروريات، قال: وقد قال تعالى في قصة الملائكة: {لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا}[البقرة: ٣٢]، وقال تعالى: {وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً}[النحل: ٧٨].
= رضا، فقال الجميع: ما وصلنا إلا لنعجم عود مخبرك، ونستقصي غاية خبرك، ونأخذ في أمر ديننا باليقين، ونستوضح سبيل الحق المبين، فانصت لسؤالنا، واصغ لمقالنا، وارفع عنا المنقود في هذا الباب، وهو مرفوع في هذا الأمر عند ذوي الألباب؛ فقال: اسألوا عما أحببتم، وبالله لا أخرتم شيئا من مسائلكم ولا كتمتم؛ فانحل قيد المحاباة، وخرجنا إلى باب التعنت والمعاياة، فسأل كل من الجماعة المذكورين وغيرهم عن مسائل من غوامض العلوم قد أعدت لليوم المعلوم وأغرقوا في البحث عما لا يفهمه إلا الأئمة السابقون والعلماء المحققون، والإمام # يوضح لهم السبيل ويحقق لهم الدليل حتى إذا أوعت مسائلهم وحصر مسائلهم قالوا مجتمعين: نشهد أنك إمام الخلق أجمعين، فبايعوا أجمعون.