السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

غزوة بدر الكبرى

صفحة 106 - الجزء 1

  على بعيره، قد جدع بعيره، وحوَّل رحله، وشقَّ قميصه، وهو يقول: يا معشر قريش، اللطيمة! اللطيمة!، أموالكم مع أبي سفيان، قد عرض لها محمد وأصحابه، لا أرى أن تدركوها، الغوث! الغوث!⁣(⁣١). وأقبل أبو سفيان بالعير وهو خائف من الرصد، وترك بدراً يساراً، وانطلق سريعاً، وأقبلت قريش وهم تسعمائة وخمسون مقاتلاً، معهم مائة فرس، عليها مائة درع سوى دروع المشاة، وإبلهم سبعمائة بعير، فلما بلغوا الجحفة رأى جهم⁣(⁣٢) بن الصلت المطلبي في منامه: أن رجلاً أقبل على فرس له، معه بعير، حتى وقف عليه، فقال: قتل عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وزمعة بن الأسود، وأمية بن خلف، وأبو البختري بن هشام، [وأبو الحكم بن هشام]⁣(⁣٣)، في رجال سماهم وأسر سهيل بن عمرو، وفرَّ الحارث بن هشام، وقائل يقول: والله إني أظنكم تخرجون إلى مصارعكم، ثم رأه كأنه ضرب لبة بعيره، فأرسله في العسكر، فلم يبق خباء من أخبية العسكر إلا أصابه بعض دمه، فشاعت هذه الرؤيا في العسكر، فقال أبو جهل: وهذا نبي آخر من بني المطلب⁣(⁣٤)، سيعلم غداً من المقتول أنحن أم محمد⁣(⁣٥) وأصحابه، وأرسل أبو سفيان إلى قريش يأمرهم بالرجوع، ويخبرهم أن قد نجت عيرهم، فلا تجزروا⁣(⁣٦) أنفسكم أهل يثرب فهموا⁣(⁣٧) بالرجوع، فأبى ذلك أبو جهل، ورجعت بنو زهرة، ولم يخرج من بني عدي أحد، فكان هاتان القبيلتان لم يكن أحد منهم⁣(⁣٨) ببدر، ذكره الحاكم في (السفينة)⁣(⁣٩).

  قال: وكان طَالِبُ بن أبي طَالب معهم، فرجع⁣(⁣١٠).


(١) ابتسام البرق - خ -، وشرح النهج ١٤/ ٩٢ - ٩٤، وسيرة ابن هشام ٢/ ٢٠٠ - ٢٠١، والسفينة (ج ٢) خ.

(٢) في سيرة ابن هشام وشرح النهج: جهيم.

(٣) سقط من (ب).

(٤) في (ب): من بني عبد المطلب.

(٥) في (ب): أم محمداً.

(٦) في شرح النهج: فلا تحرزوا.

(٧) في (أ): وهموا.

(٨) في (ب): ولم يكن أحد منهما ببدر.

(٩) السفينة (ج ٢) خ، وانظر سيرة ابن هشام ٢/ ٢٠٩ - ٢١٠، وشرح النهج لابن أبي الحديد ١٤/ ١٠٥ - ١٠٦.

(١٠) فرجع، سقط من (ب)، وانظر السفينة (ج ٢) خ.