السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[قصة ائتمار عمير بن وهب الجمحي وصفوان بن أمية في قتل رسول الله ÷، وإسلام عمير بعد ذلك]

صفحة 116 - الجزء 1

[قصة ائتمار عمير بن وهب الجمحي وصفوان بن أمية في قتل رسول الله ÷، وإسلام عمير بعد ذلك]

  قال ابن بهران: وروي أن صفوان بن أمية جعل لعمير بن وهب الجمحي، إن قتل رسول الله ÷ أن يحمل دَيْنَه ويقوم بعياله، وحمله على بعير وجهَّزه، فقدم عمير المدينة، ودخل المسجد متقلداً بسيفه، يريد رسول الله ÷، فقال له رسول الله ÷: «ما أقدمك يا عمير؟».

  قال: قدمت في أسير عندكم تفادونا فيه.

  قال ÷: «فما بال السيف في عنقك»؟

  قال: قبحها الله من سيوف! وهل أغنت من شيء؟ إنما نسيته حين نزلت.

  فقال رسول الله ÷: «اصدقني، ما أقدمك»؟

  قال: ما قدمت إلا في أسير.

  قال ÷: «فما شرطت لصفوان بن أمية في الحِجْر»، ففزع عمير، فقال: ماذا شرطتُ له؟.

  قال ÷: «تحملت له بقتلي، على أن يقضي دينك، ويعول عيالك، والله ø حائل بينك وبين ذلك».

  قال عمير: أشهد أنك رسول الله، وأنك صادق، وأسلم، فقال رسول الله ÷: «علِّموا أخاكم القرآن، وأطلقوا له أسيره»، فعاد عمير إلى مكة يدعو الناس إلى دين الإسلام، فأسلم معه بشر كثير⁣(⁣١).


(١) ابتسام البرق - خ -، وانظر تفاصيل ذلك في سيرة ابن هشام ٢/ ٢٤٢ - ٢٤٤، وشرح النهج لابن أبي الحديد ١٤/ ١٥٣ - ١٥٦، وتأريخ الطبري ٢/ ١٦٧ - ١٦٨، وانظر الجزء الثاني من السفينة - خ -.