السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[ذكر أسرى بدر]

صفحة 115 - الجزء 1

  فأرسلته مع غيره اليوم فدية ... لخير قرين قد رُمي بالمعاطب

  إلى آخرها.

  فلما قُرِئَ الكتاب على رسول الله ÷، جرى الدمع في عينيه، وقال: «يا معشر الأنصار، صهر الرجل إحدى يديه، وإن من ستر لرجل أنف ابنته أو خالته أو عمته، فقد استوجب منه الكرامة بصلته، وهذا كتاب زينب، فخذوا منها فداء زوجها»، فقام سعد بن عبادة سيد الخزرج، وسعد بن معاذ سيد الأوس، فقالا: أتشاورنا يا رسول الله، وأنت ذو الغلبة في أمانتك، أيم الله ما كنَّا لنقاتل قريشاً أبد الدهر، وإنما سيفك علينا، فامنن على أبي العاص، وأما الفدية فحاش لله أن نأخذ من زينب فداء، بل نضيف إلى ما أرسلت به فاخر أموالنا، فجزاهما النبي ÷ خيراً، ثم أطلق العاص، وأوصاه أن يرسل إليه ابنته زينب، فلما وصل مكة أمر النبي ÷ لابنته زينب زيد بن حارثة، وأبا رافع، وقدما بها على النبي ÷ المدينة، وأسلم العاص بن الربيع بعد ذلك، ورد عليه ابنته زينب بالنكاح الأول.

  وقال الحاكم في (السفينة): وبقي أبو العاص بمكة، قد فرق الإسلام بينهما، فلما كان قبيل الفتح جاء تاجراً من الشام، ولقيه سرية من المسلمين فنهبوا ماله، وقدم هو المدينة، فاستجار بزينب وأمنَّته، وردوا عليه ماله وأسلم، ورد عليه رسول الله ÷ زينب بنكاح جديد⁣(⁣١). انتهى.


(١) كتب فوقها في (أ) هامش لفظه: وهو الموافق. تمت، وانظر السفينة (ج ٢) - خ -.