إجلاء بني قينقاع
إجلاء بني قينقاع(١)
  من يهود المدينة، وهم قوم عبد الله بن سلام، وكانوا أول من نقض العهد من اليهود الذين عاهدهم رسول الله ÷، فلما قدم ÷ من بدر، جمع اليهود في سوق بني قينقاع، وقال: «يا معشر اليهود، أسلموا فوالله إنكم لتعلمون أني لرسول(٢) الله، قبل أن يوقع الله بكم مثل وقعة قريش».
  فقالوا: يا محمد، لا يغرنَّك أن لقيت قوماً أغماراً لا علم لهم بالحرب، فإنك إن قاتلتنا لتعلمن أنَّا أصحاب الحرب، وأنك لم تقاتل مثلنا.
  ثم حدثت منهم أحداث، ونبذوا العهد إلى النبي ÷، وحاربوا وتحصنوا، فسار إليهم النبي(٣) ÷ يوم السبت النصف من شوال، فحاصرهم خمس عشرة ليلة، حتى نزلوا على حكمه، فأمر بهم فربطوا، ثم خلى عنهم بشفاعة عبد الله بن أبي بن سلول، وأمرهم أن يجلوا عن المدينة فأجلاهم وقبض أموالهم، وخرجوا بعد ثلاث إلى أذرعات من أرض الشام، فلم يلبثوا حتى هلكوا، وكانوا سبعمائة مقاتل منهم ثلاثمائة درَّاع(٤).
  وفي سيرة ابن هشام قال: كان أمر بني قينقاع أن امرأة من العرب قدمت بجلب(٥) لها، فباعته بسوق بني قينقاع، وجلست إلى صائغ بها، فجعلوا يريدونها على كشف
(١) عن إجلاء بني قينقاع انظر ابتسام البرق - خ -، والسفينة (ج ٢) خ، وسيرة ابن هشام ٣/ ٥ - ٨.
(٢) في (ب): رسول الله.
(٣) في (ب): رسول الله.
(٤) ابتسام البرق - خ -.
(٥) الجلب: المتاع وغيره.