غزوة السويق
  وجهها فأبت، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها، فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوءتها فضحكوا بها، فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وكان يهودياً فشدت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، قال: فحاصرهم رسول الله ÷ حتى نزلوا على حكمه، ولما أمكنه الله منهم قام إليه عبد الله بن أُبي، فقال: يا محمد، أحسن في موالي، [وكانوا حلفاء الخزرج، فأبطأ عليه رسول الله ÷، فقال: يا محمد، أحسن في موالي](١)، قال: فأعرض عنه، قال: فأدخل يده في جيب درع النبي ÷، وكان يقال لها: ذات الفُضول، فقال له رسول الله ÷: «أرسلني»، وغضب رسول الله ÷ حتى رؤي لوجهه ظُللاً، ثم قال: «ويحك! أرسلني»، قال: لا والله، لا أرسلتك(٢) حتى تحسن في موالي، أربعمائة حاسر وثلاثمائة درَّاع، قد منعوني من الأحمر والأسود، تحصدهم في غداة واحدة، إني والله امرؤ أخشى الدوائر، قال: فقال رسول الله ÷: «هم لك»(٣).
  قال ابن بهران: وقد جعل ابن إسحاق إجلاء بني قينقاع بعد غزوة ذي قرد، وغزوة السويق، وغزوة ذي أمر(٤). ثم كانت:
غزوة السويق(٥)
  وذلك أن المشركين لما رجعوا إلى مكة من بدر حرم أبو سفيان بن حرب الدهن والغسل بالماء من الجنابة، حتى يثأر من محمد وأصحابه بمن أصيب من قومه، فخرج
(١) ما بين المعقوفين سقط من (ب).
(٢) في (ب): أرسلك.
(٣) سيرة ابن هشام ٣/ ٦ - ٧.
(٤) ابتسام البرق - خ -.
(٥) ابتسام البرق - خ -، وانظر سيرة ابن هشام ٣/ ٣ - ٥، وتأريخ الطبري ٢/ ١٧٥ - ١٧٧، والجزء الثاني من السفينة - خ -.