السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

غزوة أحد

صفحة 124 - الجزء 1

  الظُّعْن⁣(⁣١) خمس عشرة امرأة، يضربن الدفوف⁣(⁣٢)، ويندبن قتلى بدر.

  قال الطوسي: وحمل معهنَّ هبل⁣(⁣٣) على ناقة، وعقدوا ثلاثة ألوية، وكان أبو عامر الفاسق قد خرج في خمسين رجلاً إلى مكة وحرض قريشاً، وسار معها وهو يَعِدُهم أن قومه يوازرونهم⁣(⁣٤)، واسم أبي عامر هذا عمرو بن صيفي الراهب، وكان رأس الأوس في الجاهلية، وكان مترهباً، فلما جاء الإسلام خُذِلَ فلم يدخل فيه⁣(⁣٥).

  وساروا من مكة لخمس مضين من شوال في ثلاثة الآف رجل، ومائتي فارس، وثلاثة الآف بعير، ومعهم سبع مائة درع، والنسوة المذكورات، حتى نزلوا بظاهر المدينة الأربعاء، فرعت إبلهم الزرع يوم الخميس ويوم الجمعة، حتى لم يتركوا خضراء، ورأى النبي ÷ رؤيا فقال: «أيها الناس، إني رأيت في منامي رؤيا، رأيت كأني في درع حصينة، ورأيت كأن سيفي ذا الفقار انقصم من عند ظُبته⁣(⁣٦)، ورأيت بقراً تذبح، ورأيت كأني مردف كبشاً».

  فقالوا: يا رسول الله، ما أوَّلتها؟

  قال ÷: «أما الدرع الحصينة فالمدينة، فامكثوا فيها، وأما انقصام سيفي فرجل يُقتل من أهل بيتي، وأما البقر المذبَّحة فقتلى من أصحابي، وأما أني مردف كبشاً فكبش الكتيبة نقتله إن شاء الله»⁣(⁣٧).


(١) الظُعْن: جمع الظعينة، وهو: الهودج كانت فيه امرأة أو لم تكن، والظعينة أيضاً: المرأة ما دامت في الهودج، فإذا لم تكن فيه فليست بظعينة. (انظر مختار الصحاح ص ٤٠٤).

(٢) الدفوف: جمع الدف، وهو: الذي يضرب به (انظر المرجع السابق ص ٢٠٧).

(٣) في (ب): نفل، وهو تحريف.

(٤) في (ب): يوازرونه.

(٥) وانظر سيرة ابن هشام ٣/ ٢١ - ٢٢.

(٦) ظبة السيف: حده.

(٧) ابتسام البرق - خ -، وانظر شرح النهج لابن أبي الحديد ١٤/ ٢٢١ - ٢٢٢، وانظر سيرة ابن هشام ٣/ ١٧ - ١٨.