غزوة بئر معونة
غزوة بئر معونة(١)
  ثم كانت غزوة بئر معونة، وهو ماء لبني عامر بن صعصعة، وقيل: لبني سليم، وذلك في صفر على رأس ستة وثلاثين شهراً، وسببها أن أبا براء عامر بن مالك ملاعب الأسنَّة، قدم على رسول الله ÷، فعرض عليه الإسلام فلم يسلم ولم يبعد، وقال: يا محمد، إني أرى أمرك هذا حسناً، فلو بعثت معي نفراً من أصحابك إلى قومي لرجوت أن يجيبوا دعوتك، فقال ÷: «إني أخاف عليهم أهل نجد»، قال عامر: لا تخف عليهم فأنا جار لهم، فبعث رسول الله ÷ سبعين أو ثمانين رجلاً من أصحابه، يقال لهم: القراء، حتى بلغوا بئر معونة، فقدموا أمامهم حرام(٢) بن ملحان الأنصاري بكتاب رسول الله ÷ إلى عامر بن الطفيل ورجال من أصحابه، فلم يقرأوا الكتاب، ووثب إليه رجل منهم فقتله، واستصرخ عليه قومه، فأبوا عليه لمكان أبي براء، وقالوا: لا نخل(٣) جواره، فاستصرخ عليهم رعلاً وعصية من قبائل بني سليم، فنفروا معه إلى القراء (فقاتلوهم حتى قتلوهم عن آخرهم)(٤) إلا عمرو بن أمية الضمري، فجز عامر ناصيته ومَنَّ عليه، قيل: أعتقه عن أمه(٥)، ودعا النبي ÷ على من قتلهم، ولعنهم في قنوت الصلاة شهراً، وقدم عمرو بن أمية الضمري فلقي رجلين من بني عامر منصرفين من عند رسول الله ÷ وقد كساهما وأمَّنهما، فقتلهما عمرو ولم يشعر، فوداهما رسول الله ÷(٦).
(١) عن غزوة بئر معونة انظر ابتسام البرق - خ -، سيرة ابن هشام ٣/ ١١٠ - ١١٤، وتأريخ الطبري ٢/ ٢١٩ - ٢٢٣، والجزء الثاني من سفينة الحاكم الجشمي - خ -.
(٢) في النسختين: خراب، وفي سيرة ابن هشام وتأريخ الطبري: حرام، كما أثبته.
(٣) في سيرة ابن هشام، وتأريخ الطبري: لن نخفر أبا براء، أي لن ننقض عهده.
(٤) لفظ ما بين القوسين في (ب): فقتلوهم عن آخرهم.
(٥) في سيرة ابن هشام: وأعتقه عن رقبة زعم أنها كانت على أمه.
(٦) ابتسام البرق - خ -، وسيرة ابن هشام ٣/ ١١١ - ١١٢، وتأريخ الطبري ٢/ ٢٢٠ - ٢٢١، والجزء الثاني من سفينة الحاكم الجشمي - خ -.