السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

غزوة حمراء الأسد

صفحة 136 - الجزء 1

  أخطأ الطريق فقتلوه، وكان الذي أسرع في طلبه زيد بن حارثة، وعمار بن ياسر فضربه زيد بالسيف، وقال عمار: إن لي فيه حقاً فرماه بسهم فقتلاه، ثم انصرفا إلى المدينة بخبره، ويقال: إنه أدرك على ثمانية أميال من المدينة⁣(⁣١). ثم كانت:

غزوة حمراء الأسد⁣(⁣٢)

  وذلك أنه بلغ رسول الله ÷ أن المشركين يريدون الرجوع إلى المدينة ليستأصلوا من بقي من المسلمين، فأمر ÷ بلالاً فنادى في المسلمين: أن رسول الله ÷ يأمركم بطلب عدوكم، ولا يخرج معنا إلا من شهد القتال بالأمس، فخرجوا وبهم جراح عظيمة، حتى بلغوا حمراء الأسد، موضع على ثمانية أو تسعة أميال من المدينة، فعسكروا هنالك، وبلغ ذلك المشركين، فقذف الله في قلوبهم الرعب، فرجعوا عمَّا همُّوا به خائبين، وعاد النبي ÷ إلى المدينة بعد ثلاث⁣(⁣٣).

[سرية أبي سلمة بن عبد الأسد]⁣(⁣٤)

  ثم كانت سرية أبي سلمة بن عبد الأسد إلى قطن من أرض نجد، وذلك في المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهراًمن الهجرة، وكان سببها أنه بلغ رسول الله ÷ أن طليحة الأسدي قاصداً له في قومه، فبعث رسول الله ÷ أبا سلمة في خمسين ومائة رجل، فساروا حتى انتهوا إلى قطن وهو جبل، وقيل: ماء، فنذر بهم القوم فتفرقوا، وأصاب المسلمون نعماً وشاءً، فأخذوها، وعادوا إلى المدينة.


(١) شرح ابن أبي الحديد ١٥/ ٤٦ - ٤٧.

(٢) عن غزوة حمراء الأسد انظر ابتسام البرق - خ -، وسيرة ابن هشام ٣/ ٤٨ - ٥١، وشرح ابن أبي الحديد ١٥/ ٥٥ - ٦٠، وتأريخ الطبري ٢/ ٢١١ - ٢١٣.

(٣) ابتسام البرق - خ -.

(٤) ابتسام البرق - خ -، والمصابيح لأبي العباس الحسني ص ٢٣٨.