السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

غزوة الرجيع

صفحة 139 - الجزء 1

  فقاتلهم فرموهم حتى قتلوا عاصماً في سبعة نفر بالنبل، وبقي خبيب وزيد بن دثنة ورجل آخر فأعطوهم العهود، فلما أعطوهم ذلك نزلوا إليهم، فحلوا أوتار قسيهم⁣(⁣١) فربطوهم بها، فقال الرجل الثالث الذي معهما: هذا أول الغدر، فأبى أن يصحبهم فقتلوه، وانطلقوا بخبيب وزيد حتى باعوهما بمكة، فاشترى خبيباً بنو الحرث بن عامر بن نوفل، وكان خبيب هو قتل الحرث يوم بدر، ولما أجمعوا على قتله قال: دعوني أصلي ركعتين، وكان أول من سنَّ الركعتين عند القتل، وقال: اللهم، أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تبق منهم أحداً، ثم قال:

  وما أن أبالي حين أقتل مسلماً ... على أي شق كان لله مصرعي

  وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع

  [وفي سيرة ابن هشام]⁣(⁣٢):

  فذا العرش صبرني على ما يراد بي ... فقد بضعوا⁣(⁣٣) لحمي وقد ياس مطمعي⁣(⁣٤)

  [إلى الله أشكو غربتي ثم كربتي ... وما أرصد الأعداء لي عند مصرعي]⁣(⁣٥)

  [وذلك في ذات الإله ... البيت


(١) في (ب): قيوسهم.

(٢) سقط من (ب).

(٣) في (ب): تطعموا.

(٤) في (ب): مطعمي، وقوله: ياس، لغة في يئس.

(٥) البيت الذي بين المعقوفين زيادة من (ب).