[سببها]
[سببها]
  وسببها أن عمرو بن أمية الضمري لما قتل الرجلين من بني عامر كما تقدم ذكره، خرج رسول الله ÷ في جماعة من أصحابه إلى بني النضير يستعينهم في ديتهما أو يستقرض منهم، فقالوا: نفعل يا أبا القاسم، فجلس ÷ مستنداً إلى بيت، فأرادوا أن يطرحوا عليه حجراً من فوق البيت ليقتلوه، فجاءه الوحي بذلك، فنهض ÷ سريعاً كأنه يريد حاجة، ومضى إلى المدينة، فلما أبطأ لحق به أصحابه، فأخبرهم بما همت به اليهود، وقال ÷ لمحمد بن مسلمة: «اذهب إلى بني النضير، فقل لهم: اخرجوا من بلدنا، فإنكم قد نقضتم العهد بما هممتم به من الغدر، وقد أجلتهم عشراً(١)، فمن رُؤي بعدها ضربت عنقه»، فأخذوا يتجهزون، ثم أرسلوا إلى رسول الله ÷ أنَّا لا نخرج فليصنع ما بدا له، وكان قد وعدهم عبد الله بن أُبي أن يقاتل معهم، فسار إليهم رسول الله ÷ وحاصرهم، وقاموا إلى جدر حصونهم يرمون بالنبل والحجارة، ولم يأتهم ابن أُبي، فأمر رسول ÷ بالنخل فقطعت وأحرقت، ثم نزلت اليهود على أن لهم ما حملت الإبل إلا الحلقة، فأجلاهم رسول الله ÷، فذهب بعضهم إلى الشام، ولحق بعضهم بخيبر، وهم: آل حُيي بن أخطب، وآل أبي الحقيق.
  وقال المسعودي: حصرهم خمسة عشر يوماً ثم أجلاهم إلى فدك وخيبر، وحزن المنافقون لخروجهم أشد الحزن، وقبض رسول الله ÷ الحلقة خمسين درعاً وخمسين بيضة، وثلاثمائة سيف، وأربعين رمحاً إلى غير ذلك، واصطفى أموالهم فجعلها لنوائبه، وأعطى منها المهاجرين لما لم يكن لهم مال.
  وفي سيرة ابن هشام: قسمها رسول ÷ على المهاجرين الأولين دون الأنصار، إلا أن سهل بن حنيف، وأبا دجانة سماك بن خرشة ذكرا فقراً، فأعطاهما رسول الله(٢) ÷،
(١) في (ب): شهراً.
(٢) رسول الله، زيادة من (ب).