السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

غزوة بني النضير

صفحة 142 - الجزء 1

  ومضيت حتى أخرج على ضَجَنَان⁣(⁣١)، ثم أويت إلى جبل فأدخل كهفاً، فبينا أنا فيه دخل عليَّ شيخ من بني الديل أعور في غُنيمة له، فقال: من الرجل؟

  فقلت: من بني بكر، فمن أنت؟

  قال: من بني بكر، فقلت: مرحباً، فاضطجع فرفع عقيرته، فقال:

  ولست بمسلم ما دمت حياً ... ولا دان لدين المسلمينا

  فقلت في نفسي: ستعلم، فأمهلته حتى إذا نام أخذت قوسي، فجعلت سِيتها⁣(⁣٢) في عينه الصحيحة، ثم تحاملت عليها حتى بلغت العظم، ثم خرجت النجاء، وإذا رجلان من قريش من المشركين كانوا بعثوهما عيناً إلى المدينة، فقلت: استأسرا، فأبيا، فأرمي أحدهما بسهم فأقتله، واستأسر الآخر، فأوثقته رباطاً، وقدمت به المدينة، هكذا ذكره ابن هشام⁣(⁣٣)، قال⁣(⁣٤): ولم يذكر هذه السرية ابن إسحاق⁣(⁣٥).

غزوة بني النضير⁣(⁣٦)

  ثم كانت غزوة بني النضير، في ربيع الأول، على رأس سبعة وثلاثين شهراً من الهجرة.


(١) ضجنان بالتحريك ونونين، ذكره ياقوت في معجمه ٣/ ٤٥٣، وقال فيه: قال أبو منصور: لم أسمع فيه شيئاً مستعملاً غير جبل بناحية تهامة يقال له: ضجنان، ولست أدري مم أخذ، ورواه ابن دريد بسكون الجيم، وقيل: ضجنان: جبيل على بريد من مكة، وهناك الغميم في أسفله مسجد صلى فيه رسول الله ÷، وله ذكر في المغازي، وقال الواقدي: بين ضجنان ومكة خمسة وعشرون ميلاً. انتهى.

(٢) سِية القوس بالكسر مخففة: ما عطف من طرفيها وجمعها سيات. (القاموس المحيط ص ١٦٧٤).

(٣) سيرة ابن هشام ٤/ ١٩٧ - ١٩٨، وانظر تأريخ الطبري ٢/ ٢١٦ - ٢١٨.

(٤) قال، سقط من (ب).

(٥) سيرة ابن هشام ٤/ ١٩٧، واللفظ فيه: قال ابن هشام: ومما لم يذكره ابن إسحاق من بعوث رسول الله ÷ وسراياه بعث عمرو بن أمية الضمري، فذكره.

(٦) عن غزوة بني النضير، انظر ابتسام البرق - خ -، والسفينة (ج ٢) خ، والسيرة النبوية لابن هشام ٣/ ١١٤ - ١٢٢، وتأريخ الطبري ٢/ ٢٢٣ - ٢٢٩، والكشاف للزمخشري ٤/ ٤٩٨ - ٥٠٧.