السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[سببها]

صفحة 150 - الجزء 1

  وفي هذه الغزاة قتل رجل من المسلمين من بني كلب بن عوف بن عامر بن ليث بن بكر، يقال له: هشام بن صبابة، قتله رجل من الأنصار من رهط عبادة بن الصامت، وهو يرى أنه من العدو فقتله خطأً⁣(⁣١).

  وفيها وقعت بين بعض سقاة المهاجرين وبعض⁣(⁣٢) سقاة الأنصار منافسة على السقي، وصاح كل منهما بأصحابه حتى كادوا يقتتلون، فقال عبد الله بن أُبي بن سلول في جملة كلام له: والله ما مثلنا ومثل جلابيب قريش هذه⁣(⁣٣) إلا كما قال القائل: سمن كلبك يأكلك، وقال: والله، لئن رجعنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ⁣(⁣٤)، فأنزل الله في ذلك سورة المنافقين.

  وفيها فقدت ناقة رسول الله ÷ القصواء، فقال بعض المنافقين: أفلا يخبره الله بمكان ناقته، فقال رسول الله ÷ والمنافق يسمع: «إن رجلاً من المنافقين شمت أن ضلت ناقة رسول الله ÷، وقال: أفلا يخبره الله بمكانها، فلعمري إن محمداً ليُخْبَرُ بأعظم من شأن الناقة، ولا يعلم الغيب إلا الله سبحانه، وإن الله قد أخبرني بمكانها وإنها في هذا⁣(⁣٥) الشعب المقابل لكم، قد تعلق زمامها بشجرة» فذهبوا فأتوا بها⁣(⁣٦).

  وفيها أمر رسول الله ÷ في رجوعه⁣(⁣٧) بالنقيع⁣(⁣٨) بالنون أن يحمى لخيل المسلمين


(١) سيرة ابن هشام ٣/ ١٨٤، وتأريخ الطبري ٢/ ٢٦٠.

(٢) في (ب): وبين.

(٣) هذه، زيادة من (ب).

(٤) سيرة ابن هشام ٣/ ١٨٤ - ١٨٥، والطبري ٢/ ٢٦٠ - ٢٦١، والكشاف ٤/ ٥٤٣ - ٥٤٤، وابتسام البرق - خ -.

(٥) هذا، سقط من (ب).

(٦) ابتسام البرق - خ -.

(٧) في رجوعه، زيادة من (ب).

(٨) النقيع: بالفتح ثم الكسر ثم ياء ساكنة وعين مهملة، قال ياقوت: وفي كتاب نصر: النقيع: موضع قرب المدينة، كان لرسول الله ÷، حماه لخيله، وله هناك مسجد يقال له: مقمِّل، وهو من ديار مزينة، وبين النقيع والمدينة عشرون فرسخاً. (معجم البلدان ٥/ ٣٠١).