[سببها]
  وفي هذه الغزاة قتل رجل من المسلمين من بني كلب بن عوف بن عامر بن ليث بن بكر، يقال له: هشام بن صبابة، قتله رجل من الأنصار من رهط عبادة بن الصامت، وهو يرى أنه من العدو فقتله خطأً(١).
  وفيها وقعت بين بعض سقاة المهاجرين وبعض(٢) سقاة الأنصار منافسة على السقي، وصاح كل منهما بأصحابه حتى كادوا يقتتلون، فقال عبد الله بن أُبي بن سلول في جملة كلام له: والله ما مثلنا ومثل جلابيب قريش هذه(٣) إلا كما قال القائل: سمن كلبك يأكلك، وقال: والله، لئن رجعنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ(٤)، فأنزل الله في ذلك سورة المنافقين.
  وفيها فقدت ناقة رسول الله ÷ القصواء، فقال بعض المنافقين: أفلا يخبره الله بمكان ناقته، فقال رسول الله ÷ والمنافق يسمع: «إن رجلاً من المنافقين شمت أن ضلت ناقة رسول الله ÷، وقال: أفلا يخبره الله بمكانها، فلعمري إن محمداً ليُخْبَرُ بأعظم من شأن الناقة، ولا يعلم الغيب إلا الله سبحانه، وإن الله قد أخبرني بمكانها وإنها في هذا(٥) الشعب المقابل لكم، قد تعلق زمامها بشجرة» فذهبوا فأتوا بها(٦).
  وفيها أمر رسول الله ÷ في رجوعه(٧) بالنقيع(٨) بالنون أن يحمى لخيل المسلمين
(١) سيرة ابن هشام ٣/ ١٨٤، وتأريخ الطبري ٢/ ٢٦٠.
(٢) في (ب): وبين.
(٣) هذه، زيادة من (ب).
(٤) سيرة ابن هشام ٣/ ١٨٤ - ١٨٥، والطبري ٢/ ٢٦٠ - ٢٦١، والكشاف ٤/ ٥٤٣ - ٥٤٤، وابتسام البرق - خ -.
(٥) هذا، سقط من (ب).
(٦) ابتسام البرق - خ -.
(٧) في رجوعه، زيادة من (ب).
(٨) النقيع: بالفتح ثم الكسر ثم ياء ساكنة وعين مهملة، قال ياقوت: وفي كتاب نصر: النقيع: موضع قرب المدينة، كان لرسول الله ÷، حماه لخيله، وله هناك مسجد يقال له: مقمِّل، وهو من ديار مزينة، وبين النقيع والمدينة عشرون فرسخاً. (معجم البلدان ٥/ ٣٠١).