[سببها]
  تسعمائة، وجعل ظهره إلى سلع(١) والخندق أمامه، ثم إن بني قريظة نقضوا العهد الذي بينهم وبين رسول الله ÷، وظاهروا المشركين، فاشتد الخوف بالمسلمين، وعظم البلاء، وزلزلوا زلزالاً شديداً كما حكى الله سبحانه، ونجم النفاق يومئذ، وجعل المسلمون يحرسون المدينة والخندق بالليل، وكان الخوف على الذراري بالمدينة من بني قريظة أشد من(٢) الخوف من قريش وغطفان، وجعل المشركون يطوفون بالخندق حتى أتوا مكاناً ضيقاً أغفله المسلمون، فعبره(٣) جماعة منهم عمرو بن عبد ود العامري، وعكرمة بن أبي جهل، ونوفل بن عبد الله المخزومي، وضرار بن الخطاب، وهبيرة بن أبي وهب، وقام سائرهم من وراء الخندق، فدعا عمرو بن عبد ود إلى البراز وكان قد بلغ تسعين سنة، فدعا رسول الله ÷ علياً #، فأعطاه سيفه وعممه بيده المباركة، وقال: «اللهم، أعنه عليه»، فخرج إليه وهو راجل وعمرو فارس، فلم يكن بأسرع من أن قتله(٤)، وقال علي # حين قتله:
  أعليُّ تقتحم الفوارس هكذا ... عني وعنهم أخبروا(٥) أصحابي(٦)
  اليوم يمنعني الفرار حفيظتي ... ومصمَّم في الهام ليس بنابي
  آلى ابن عبدٍ حين شد إليَّة ... وحلفت فاستمعوا مَنِ الكذَّاب
(١) سَلْعٌ: جبل بالمدينة المنورة.
(٢) من، سقط من (ب).
(٣) في (ب): فعبر.
(٤) ابتسام البرق - خ -.
(٥) في (ب): خبروا.
(٦) أورد الأبيات الإمام أبو طالب في الأمالي ص ٩٠، والعلامة محمد بن إسماعيل الأمير في الروضة الندية ص ٤٩، والإمام الحسن بن بدر الدين في أنوار اليقين - خ - ١/ ١٣١ - ١٣٢.