السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

غزوة الخندق

صفحة 159 - الجزء 1

  الخندق، فأكلوا منها حتى انتهوا وهي كما هي⁣(⁣١).

  ورأى جابر بن عبدالله الأنصاري رسول الله ÷ وهو يعمل في الخندق، وقد عصب بطنه بحجر، فقال لامرأته: رأيت بالنبي ÷ شيئاً⁣(⁣٢) ما في ذلك صبر، فهل عندك شيء؟ قالت: عندي صاع شعير وعناق⁣(⁣٣)، قال: فذبحت العَنَاق، وطحنت الشعير وخبزته، ودعا رسول الله ÷ أهل الخندق، فجعلوا يدخلون على الطعام عشرة عشرة، فأكلوا⁣(⁣٤) جميعهم حتى شبعوا⁣(⁣٥)، الخبر.

  وأقام رسول الله ÷ وأصحابه⁣(⁣٦) بضع عشرة ليلة محصورين، وأراد أن يصالح غطفان بثلث ثمار المدينة ليرجعوا، فقال رؤساء الأنصار: يا رسول الله، إن كان هذا أمراً من السماء فامض له، وإن كان إنما هو الرأي فما لهم عندنا إلا السيف، فقال ÷: «بيننا السيف» رافعاً صوته بها، ثم إن النبي ÷ دعا على الأحزاب فتخاذلوا وأرعبوا وأرسل الله عليهم الريح، حتى ما يكاد أحدهم يهتدي لموضع رجله ولا يقر لهم قدرُ ولا بناء، فارتحلوا خائبين كما حكى الله سبحانه، وأصبح رسول الله ÷ بعد رحيل الأحزاب، فأذن المسلمين⁣(⁣٧) بالانصراف، فلحقوا بمنازلهم⁣(⁣٨).


(١) ابتسام البرق - خ -.

(٢) شيئاً، سقط من (ب).

(٣) العَنَاق بالفتح: الأنثى من ولد المعز.

(٤) في (ب): وأكلوا.

(٥) أورد قريباً منه ابن هشام في السيرة ٣/ ١٣٣.

(٦) وأصحابه، سقط من (ب).

(٧) في (ب): المسلمون، وفي ابتسام البرق: للمسلمين.

(٨) ابتسام البرق - خ -.