السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

غزوة بني قريظة

صفحة 161 - الجزء 1

  بين المسلمين على السُّهمان، ورضخ⁣(⁣١) لمن شهد الوقعة من النساء، هكذا حكاه ابن بهران⁣(⁣٢).

  وفي سيرة ابن هشام: ثم إن ثعلبة بن سَعْيَة⁣(⁣٣)، وأسيد بن سَعْيَة، وهم نفر من هَدْل⁣(⁣٤) ليسوا من بني قريظة والنضير، نسبهم فوق ذلك، هم بنو عم القوم، أسلموا في تلك الليلة التي نزلت فيها حكم قريظة⁣(⁣٥) على حكم رسول الله ÷، وخرج في تلك الليلة عمرو بن سُعْدَى القرظي، فمر بحرس رسول الله ÷ وعليهم محمد بن مسلمة تلك الليلة، فلما رآه قال: من هذا؟ قال: أنا عمرو بن سُعْدَى، وكان عمرو قد أبى أن يدخل مع بني قريظة في غدرهم برسول الله ÷، فقال: لا أغدر بمحمد أبداً، فقال محمد بن مسلمة حين عرفه: اللهم، لا تحرمني إقالة⁣(⁣٦) عثرات الكرام، ثم خلى سبيله، فخرج على وجهه، حتى بات في مسجد رسول الله ÷، ثم ذهب، فلم يدر أين توجه من الأرض، ولما نزلوا على حكم رسول الله ÷ تواثبت الأوس، فقالوا: يا رسول الله، إنهم موالينا دون الخزرج، وقد فعلت في موالي إخواننا بالأمس ما قد علمت، فقال رسول الله ÷: «ألا ترضون يا معشر الأوس، أن يحكم فيهم⁣(⁣٧) رجل منكم».

  قالوا: بلى.

  قال: «فذلك إلى سعد بن معاذ»، وكان رسول الله ÷ قد جعل سعد بن معاذ في خيمة لامرأة من أسلم يقال لها: رفيدة في مسجده، وكانت تداوي الجرحى، وتحتسب


(١) رضخ له: أعطاه قليلاً.

(٢) ابتسام البرق - خ -.

(٣) في النسختين: شعبة، وهو تصحيف، وأصلحته من سيرة ابن هشام.

(٤) في (ب): هذيل، وهو تحريف، وفي سيرة ابن هشام: بني هذل.

(٥) في سيرة ابن هشام: التي نزلت فيها بنو قريظة ... إلخ.

(٦) قوله: إقالة، سقط من النسختين، وهو زيادة من سيرة ابن هشام.

(٧) في (ب): فيكم.