غزوة بني قريظة
  بين المسلمين على السُّهمان، ورضخ(١) لمن شهد الوقعة من النساء، هكذا حكاه ابن بهران(٢).
  وفي سيرة ابن هشام: ثم إن ثعلبة بن سَعْيَة(٣)، وأسيد بن سَعْيَة، وهم نفر من هَدْل(٤) ليسوا من بني قريظة والنضير، نسبهم فوق ذلك، هم بنو عم القوم، أسلموا في تلك الليلة التي نزلت فيها حكم قريظة(٥) على حكم رسول الله ÷، وخرج في تلك الليلة عمرو بن سُعْدَى القرظي، فمر بحرس رسول الله ÷ وعليهم محمد بن مسلمة تلك الليلة، فلما رآه قال: من هذا؟ قال: أنا عمرو بن سُعْدَى، وكان عمرو قد أبى أن يدخل مع بني قريظة في غدرهم برسول الله ÷، فقال: لا أغدر بمحمد أبداً، فقال محمد بن مسلمة حين عرفه: اللهم، لا تحرمني إقالة(٦) عثرات الكرام، ثم خلى سبيله، فخرج على وجهه، حتى بات في مسجد رسول الله ÷، ثم ذهب، فلم يدر أين توجه من الأرض، ولما نزلوا على حكم رسول الله ÷ تواثبت الأوس، فقالوا: يا رسول الله، إنهم موالينا دون الخزرج، وقد فعلت في موالي إخواننا بالأمس ما قد علمت، فقال رسول الله ÷: «ألا ترضون يا معشر الأوس، أن يحكم فيهم(٧) رجل منكم».
  قالوا: بلى.
  قال: «فذلك إلى سعد بن معاذ»، وكان رسول الله ÷ قد جعل سعد بن معاذ في خيمة لامرأة من أسلم يقال لها: رفيدة في مسجده، وكانت تداوي الجرحى، وتحتسب
(١) رضخ له: أعطاه قليلاً.
(٢) ابتسام البرق - خ -.
(٣) في النسختين: شعبة، وهو تصحيف، وأصلحته من سيرة ابن هشام.
(٤) في (ب): هذيل، وهو تحريف، وفي سيرة ابن هشام: بني هذل.
(٥) في سيرة ابن هشام: التي نزلت فيها بنو قريظة ... إلخ.
(٦) قوله: إقالة، سقط من النسختين، وهو زيادة من سيرة ابن هشام.
(٧) في (ب): فيكم.