السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

غزوة بني قريظة

صفحة 162 - الجزء 1

  بنفسها على خدمة من كانت به ضيعة من المسلمين، فلما حكَّمه رسول الله ÷ في بني قريظة أتاه قومه، فحملوه على حمار، ثم أقبلوا معه إلى رسول الله ÷ وهم يقولون: يا أبا عمرو، أحسن في مواليك، فإن رسول الله إنما ولاك ذلك لتحسن فيهم، فلما أكثروا عليه، قال: لقد آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم، فرجع بعض من كان معه من قومه إلى دار بني عبد الأشهل، فنعى لهم رجال بني قريظة، قبل أن يصل إليهم سعد، عن كلمته التي سمع منه⁣(⁣١).

  قال ابن إسحاق: ثم استنزلوا، فحبسهم رسول الله ÷ في دار بنت الحارث امرأة من بني النجار، ثم خرج رسول الله ÷ إلى سوق المدينة التي هي سوقها اليوم، فخندق بها خنادق، ثم بعث إليهم، فضرب أعناقهم في تلك الخنادق، يخرج بهم إليها أرسالاً، وفيهم عدو الله حيي بن أخطب، وكعب بن أسد رأس القوم، وهم ستمائة، أو سبعمائة، والمكثر يقول: كانوا بين الثمان مائة، والتسعمائة⁣(⁣٢)، ولم تقتل من نسائهم⁣(⁣٣) إلا امرأة⁣(⁣٤).

  قال ابن هشام: هي التي طرحت الرحا على خلاد بن سويد فقتلته⁣(⁣٥).

  قال ابن إسحاق: ثم إن رسول الله ÷ قسم أموال بني قريظة ونساءهم وأبناءهم على المسلمين، وأعلم في ذلك اليوم سهمان الخيل وسهمان الرجال، وأخرج منها الخمس، فكان للفارس ثلاثة أسهم، للفرس سهمان، ولفارسه سهم، وللراجل⁣(⁣٦) من ليس له فرس سهم، ثم بعث رسول الله ÷ سعد بن زيد الأنصاري أخا بني


(١) سيرة ابن هشام ٣/ ١٤٧ - ١٤٨، والرواية هي هنا منها بتصرف، وانظر تأريخ الطبري ٢/ ٢٤٨ - ٢٤٩.

(٢) سيرة ابن هشام ٣/ ١٤٩.

(٣) في (ب): ولا تقتل من سائرهم إلا امرأة، وهو خطأ.

(٤) الرواية في سيرة ابن هشام ٣/ ١٥٠ عن ابن إسحاق بسنده إلى عائشة أم المؤمنين، وكذا في الطبري ٢/ ٢٥٠.

(٥) سيرة ابن هشام ٣/ ١٥٠.

(٦) في (ب): وللرجل.